في ظل الأزمة التي يواجهها المسيحيون اليوم في الشرق الأوسط ستجري يوم الجمعة 5 كانون الأول ندوة في باريس من تنظيم عون الكنيسة المتألمة وهدفه “فهم ما يدور في الشرق الأوسط وكل التحديات التي تشكل هذا الإطار”، وسيبنى على شعار:”نحو شرق أوسط جديد.” أجرت زينيت مقابلة مع مارك فروماجيه مدير عون الكنيسة المتألمة في باريس وطرحت عليه بعض الأسئلة عن موضوع الندوة.
أخبر فروماجيه أن هدفه من الندوة المنظمة هو محاولة فهم ما يدور في الشرق الأوسط واكتشاف الأسباب المختلفة للوضع الراهن المسيطر هناك، وقد جمعنا خبراء جيوسياسيين ودينيين كي يساعدونا على فهم ما يجري اليو في الشرق الأوسط، وأضاف أن عون الكنيسة المتألمة لها ثلاث مهام: الإعلام، الصلاة، تقديم المساعدة المالية وآخر مساعداتها كان مبلغًا ب4 ملايين يورو للاجئين المسيحيين في العراق وهذا يضاف الى مبلغ 3، 5 يورو الذي أعطي منذ ثلاث سنوات للاجئين في سوريا. أما بالعودة الى الندوة فقال أنه بعيد انتهائها سيتم نشر نص مفصل عن النقاط التي تم وضيحها وشرحها.
الى جانب ذلك سئل فروماجيه إن كان الكلام حبرًا على ورق فأجاب أنه وللأسف كثير من الوعود لم تتم المحافظة عليها وصدرت عدة أكاذيب وحين تسمع الدول حديث الغرب عن الديمقراطية يتملكها الخوف لأنها تعي أن الخراب قادم اليها لا محالة ولكن ليس بدافع إحلال الديمقراطية فيها بل لأسباب أخرى تظل مكتومة. لا يجب فقدان الأمل ويجب البحث بإعادة ممتلكات السكان المحليين في المقام الأول ولذلك يجب وقف دعم التمرد في بعض البلدان وضمان سيادة القانون من جديد. تابع فروماجيه شارحًا أنه طالما ستبقى حدود سوريا والعراق في يد الدولة الإسلامية لن يحل السلام أبدًا، وقبل كل شيء يجب أن يسأل الجميع مغفرة السكان الذين انتهكت حقوقهم وتم التعامل معهم بلامبالاة.
أما عن إمكانية وقف الإرهاب من خلال السلاح فأجاب أن الإرهابيين لن يسلموا أسلحتهم أبدًا ولكن يمكننا أن نوقفهم أولا من خلال إيقاف تعاملنا مع ما يمدهم بالمال كشراء النفط….ولكن الخليفة تجذر اليوم ووصل الى افريقيا وآسيا بانتظار أوروبا ووتوالى الأسئلة: لم يلتحق الشبان بهذا التنظيم؟ وكيف يمكن للإسلام أن يشفى منه؟ كيف يمكننا مواجهة هذه الأزمة التي لا تهدد الشرق الأوسط فحسب بل كل العالم؟ علينا أن نجد الإجابات لهذه الأسئلة يومًا ما ولكن من دون استخدام السلاح.
أخيرًا عاد فروماجيه وشدد على أن موضوع المسيحيين في الشرق لم يؤخذ على محمل الجد وكان مهمولا ولا يجب أن يتم تبرير المواقف التي أخذت على حساب كل مسيحي بل يجب أن يتم السعي لمساعدتهم.