لقد عرف فرنسيس القديس أن لا وجود لحوار بدون هوية، فإيمانه الذي جعله يحتفل بليلة الميلاد في مغارة غريتشو، هو نفسه الذي دفعه للقاء السلطان. و قد عرف تماماً كيف يجمع بين هويته والحوار بشكل ممتاز:
“هوية سمحاء” تقبل الآخر و لا تذوب فيه.
لقاءان تاريخيان إستوقفا العالم في هذين اليومين المنصرمين :
الأول جمع بين البابا فرنسيس و المفتي الكبير و آخر مع البطريرك برتلماوس الأول.
في هذه اللقاءات التركية التشرينية ، نتحسس روح أسيزي حيّة في البابا فرنسيس. فالى جانب الصلاة الصامتة مع إسلام تركيا و قبلات المودة و طلب البركة المتواضع من قبل البابا الى البطريرك كان لافتاً إشارة الأب الأقدس إلى الإنفتاح على عمل الروح القدس الذي ينشىء التناغم الكامل ضمن التعددية.
اليوم ، نصلي بشفاعة القديس الكبير “فرنسيس” أن يتبلور هذا الإيمان الناضج و هذه الرؤية الثاقبة المكللة بالتواضع بما يمكّنه أن يكون ” مضادّاً حيوياً لكل تعصّب يحاول تعميم الجزء على حساب الكلّ.” نصلي و نحن على أبواب الميلاد، أن تكون رحلة تركيا تحمل “المزود و اللقاء ” معاً.