لا ينسى سكان الفليبين الفترة الممتدّة من 2 إلى 11 تشرين الثاني من عام 2013، إذ شهدوا خلالها إعصاراً دمّر جنوب شرق آسيا مخلّفاً حوالى 6300 ضحيّة. فالإعصار “هايان” تحوّل إلى عاصفة إستوائية كانت الأقوى من حيث سرعة الرياح التي بلغت أحياناً 325 كلم/الساعة، في بقعة جغرافية معرّضة سنويّاً لمخاطر الأعاصير والهزّات الأرضية والطوفانات. لكن كيف هو الوضع في الفليبين بعد سنة؟ إليكم ملخّص عن أسئلة طرحها سيرجيو مورا من وكالة زينيت العالمية على السيّدة أيرين بروز مديرة كاريتاس الدولية في روما، والتي تساهم في إعادة إعمار الفليبين.
في الأرقام، أوضحت السيّدة بروز أنّ تأثير الإعصار انطبع على 16 مليون شخص، من أصلهم 4 ملايين تمّ إخلاؤهم من منازل تضرّرت أو تحطّمت كلّياً. وهناك أكثر من 5 ملايين عامل تمّ تعديل أجرهم، مع العلم أنّ 40% منهم كانوا أصلاً بغاية الفقر. وقد بدأت المرحلة الأولى من العمل، والتي امتدّت إلى نهاية آذار 2014 بالإسعافات الأولية، ثمّ انطلقت بعدها مرحلة إعادة الإعمار، وما زالت أعمالها جارية.
أمّا على المستوى الدولي، فقد كانت الاستجابة للنداء من قبل اللجنة الدولية وجمعية كاريتاس بارزة، كما وأنّ العديد من أعضاء جمعية كاريتاس الدولية ما زالوا يعملون. هناك طابعين وجوداً معنوياً ودعماً اقتصادياً. وفي السياق نفسه، كانت إنكلترا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية ونيوزيلنده واسكتلندا وإيطاليا والنمسا وإسبانيا من أبرز البلدان التي استجابت لنداء كاريتاس الدولية.
حاليّاً، وبالنظر إلى حجم الكارثة المأساوية، هناك بعد الكثير للقيام به. فالفليبين بلد ينهض من تحت ركام ما زالت معالمه واضحة، فيما يقضي العمل بإنجاز إعادة بناء المنازل مع ما يتبع ذلك من إمدادات صحيّة وأنابيب مياه وصرف صحّي، ليتمتّع المتضرّرون بسقف يأويهم وبمصدر رزق ملائم. وعند سؤالها عمّا ينقص وكيف يمكن المساعدة، أجابت بروز أنّ حكومة الفليبين بدأت تستعيد السيطرة على زمام الأمور من مكتب الأمم المتحدة الذي تولّى المساعدة البشريّة، مع أنّ سنتين إضافيّتين من التدخّل ما زالتا ضروريّتين نظراً إلى هول الكارثة. وأنهت بروز كلامها بوجوب كون الجميع على أهبة الاستعداد للمساعدة العملية على الأرض عند أيّ طارىء مستقبليّ، والمساعدة المادية عبر موقع كاريتاس الدولية الإلكتروني.