البابا فرنسيس: "فرح الخروج للبحث عن الخروف الضال هو فرح الكنيسة"

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

يكمن فرح الكنيسة في الذهاب للبحث عن الخروف الضال” هذا ما أكّده البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا داعيًا المسيحيين لأن يفرحوا بعزاء وحنان يسوع.

“إفتحوا الأبواب أمام عزاء الرب لكم” هذا ما دعا إليه البابا مستوحيًا عظته من القراءة الأولى بحسب الطقس اللاتيني من سفر أشعيا النبي (40: 1 – 11) وفيه يخاطب النبي أشعيا شعب اسرائيل بعد انتهاء محنته في بابل. “إنّ الشعب بحاجة إلى العزاء. إنّ حضور الرب يمنح التعزية”. وأشار إلى أننا نرفض هذه التعزية ونبحث عنها في أماكن أخرى من حياتنا “فنتخلى عن تعزية الرب لنا”.

وركّز البابا على أنّ “العزاء الأقوى يكمن في الرحمة والغفران” رابطًا هذه الفكرة بالفصل السادس عشر من سفر النبي حزقيال عندما “دخل الله مع أورشليم في عهد وأقسم لها وبسط ذيل ردائه عليها وستر عورتها” وهذا هو إلهنا لا يعزّينا إلاّ بالرحمة والغفران وأما نحن فنبحث عن تعزيات أخرى في حين أنّ الله هو الوحيد الذي يستطيع تعزيتنا”.

ثم انتقل البابا إلى إنجيل اليوم (متى 18: 12 – 14) الذي يتمحور حول الخروف الضال وقال: “أنا أتساءل ما عسى أن تكون تعزية الكنيسة. فكما أنّ الإنسان يلقى التعزية من الرب عندما يحصل على رحمة الرب وغفرانه، كذلك الكنيسة تحتفل عندما تخرج من ذاتها. كما سمعنا في الإنجيل، ذهب الراعي ليبحث عن الخروف الضال وترك التسعة والتسعين التي لم تضلّ وهو في منطقنا البشري يعتبر تاجرًا خاسرًا. كيف عساه أن يترك التسعة والتسعين ليجدّ في أثر خروف واحد؟ إنما لا، مع الرب يختلف الأمر فإنه يفرح فرحًا عظيمًا عندما يجد الخروف الضال”.

وتابع البابا: “إنّ فرح الخروج للبحث عن الضال يا إخوتي وأخواتي هو فرح الكنيسة. في ذلك تكون الكنيسة أمًا وتصبح مثمرةً: عندما لا تقوم الكنيسة بذلك، عندما تمتنع عن ذلك وتنغلق، ربما ستكون كنيسة منظّمة وكاملة إنما تفتقر إلى الفرح والاحتفال والسلام وعندئذٍ تصبح كنيسة قلقة وحزينة وفاقدة الشجاعة أي تصبح كنيسة “متحف”. إنّ فرح الكنيسة يكمن في أن تمنح الحياة بانفتاحها وخروجها من ذاتها. إنّ فرح الكنيسة هو في البحث عن الخروف الضال؛ فرح الكنيسة هو تحديدًا هذا الحنان الذي تتمتّع به الأم. إنّ الجملة الأخيرة من القراءة الأولى من سفر آشعيا تلخّص ذلك: “يرعى قطيعه كالراعي؛ يجمع الحملان بذراعه، ويحملها في حضنه، ويستاق المرضعات رويدًا”.

وختم البابا عظته قائلاً: “لنسأل الرب أن يمنحنا نعمة العمل وأن نكون مسيحيين فرحين في كنف الكنيسة المثمرة وأن يحمينا من أن نسقط في موقف المسيحيين الحزانى والقلقين الذين يملكون كل شيء كاملاً في الكنيسة إنما ليس لديهم “أولاد”. لنسأل الرب أن يعزينا بتعزية الكنيسة الأم التي تخرج من ذاتها لتعزّينا بتعزية يسوع ورحمته وغفرانه لخطايانا”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير