إذاً إعلان عقيدة الحبل بلا دنس : ليس للدلالة على حبل العذراء بيسوع بفعل حلول الروح القدس عليها و ليس للإشارة الى أن الحبل بها تم بشكل مشابه أي من دون تدخل أب. إنما العقيدة تعلن عن تنعّم مريم بثمار الخلاص منذ لحظة الحبل بها و بشكل إستباقي.
من نشيد الأناشيد 7/4: الذي يعلنها “جميلة ولا عيب فيها” الى الملاك الذي يدعوها ” ممتلئة نعمة”، تبقى مريم ” تابوت العهد الجديد”. و على مر القرون ، و آباء الكنيسة و معلميها يتحدثون عن امتياز العذراء مريم و مقارنتها بتابوت العهد . كان هذا الأخير يحتوي على المن ( الخبز من السماء ) ، ولوحي الوصايا العشر (كلمة الله ) ، وعصا هارون ( رمز الكهنوت). و بسبب محتوياته، كان مصنوعاً من أجود المواد ومن الخشب الغير قابل للفساد . ويقول مزمور 132:8، ” قم يارب إلى راحتك، أنت وتابوت عزك” : فإذا أعطيت هذه الآنية (تابوت العهد) مثل هذا الشرف، فكم بالحري مريم: نظراً لأنها هي التي حملت الخبز الحقيقي النازل من السماء ، و كلمة الله، و الكاهن الأعلى : يسوع المسيح.
و لكن جدير بالتنويه أن هذا الإنعام من النعمة الإلهية لم يلغ حرية العذراء، فكان بمثابة “عون خارجي” لا يمكنه أن يكتمل دون ال “نَعَم” التي أتقنتها مريم.
و بنعمها تلك أصبحت حواء جديدة أدخلت على بشريتنا لا موت حواء الأولى إنما الحياة بفداء المسيح : آدم الجديد.
في ذاك الصباح ، عندما أنهى الأب الأقدس إعلانه، تهلّلت أجراس كنائس روما و رددت لفترة طويلة فرحها بالأخبار المجيدة، فيما المؤمنون الكاثوليك، يرددون صلاة السيدة نفسها التي كانت قد أعطتها قبل عشرين عامًا للقديسة كاثرين لابوري:
+ يا مريم البريئة من دنس الخطيئة الأصلية صلي من أجلنا نحن الخطأة الملتجئين إليك+