البابا فرنسيس: "إن كنا نملك الشجاعة بأن نفتح قلوبنا لحنان الله فكم سنحظى بحرية روحية!"

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“الله هو مثل الأم يحبنا مجانًا إنما غالبًا ما نتحكّم بهذه النعمة فنعتبرها كمحاسبة روحية” هذا ما أكّده البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته من دار القديسة مارتا.

الله لا يخلّص شعبه من بعيد بل يقترب منه بحنان. انطلق البابا من القراءة الأولى للنبي أشعيا (41: 13 – 20) ليشبّه قرب الله بقرب الأم من طفلها وقال بإنّ الأم تتكلّم بلغة طفلها حتى إنّ كثيرين لا يفهمون جمال وروعة الحوار بينهما. “لا تخف، يا دودة يعقوب، فإني أنا نصرتك، وفاديك هو قدوس إسرائيل”. وكم من المرات تقول الأم هذه الأشياء لطفلها بينما تقف بالقرب منه وتداعبه بحنان وتغمره. هكذا هو الرب. وهذا هو حنان الله.

وأكّد البابا: “الله يحبنا مجانًا تمامًا مثلما تحبّ الأم طفلها والطفل “يفسح المجال لأن يكون محبوبًا” فهذه هي “نعمة الله” ولكننا كم من المرات نريد أن نتحكّم بالنعمة حتى نتأكّد فنحوّل النعمة إلى سلعة أو شيء يمكن التحكم به… ربما نقول لأنفسنا: أنا أتمتع بالكثير من النعم” أو “أنا أملك روحًا نظيفة، أنا بحال النعمة”. فيصبح قرب الله منا منوطًا بالحسابات الروحية فنقول مثلاً: “سأقوم بذلك لأنه يعطيني 300 يوم من النعمة… أو أقوم بذاك الشيء لأنه سيمنحني هذا… وهكذا أكدّس النعم. ولكن هل هذه هي النعمة؟ هل هي سلعة؟ هذا ما يبدو. وإنّ تاريخ علاقة الشعب بالله يؤكّد أنّ الإنسان يريد أن يتحكّم بالنعمة”.

وذكّر البابا بالأشخاص الذين أرادوا أن يتحكموا بالنعم منذ أيام يسوع مثل الفريسيين الذين كانوا يلقون الشريعة على كاهل الشعب أو مثل الصدوقيين من خلال مساواماتهم السياسية وغيرهم. وقال: “إنّ نعمة الله هي شيء مختلف تمامًا. إنها القرب. إنها الحنان. وإن لم نشعر يومًا في علاقتنا مع الله أنه يحبنا بحنان، فإننا نفقد شيئًا مهمًا إذ لم نفهم بعد ما هي النعمة، لم نتلقَّ النعمة التي هي “القرب”. وأخبر البابا عن سيدة جاءت لتسأل منذ سنوات عديدة عما إذا كان يجوز لها أن تشارك في القداس مساء السبت أثناء العرس بينما تختلف القراءات عن يوم الأحد. وأتى الجواب: “سيدتي، إنّ الله يحبك كثيرًا. لقد ذهبت إلى الكنيسة وتناولت القربان وكنت مع يسوع… لا تخافي، إنّ الرب ليس تاجرًا، يحبك وهو قريب منك”.

وتابع ليقول بإنّ القديس بولس يعارض هذه الروحانية “أنا صالح لأنني أقوم بهذا وبذلك. أنا لست صالحًا لأنني لم أفعل هذا!” كلا، أنت صالح لأنّ الرب قريب منك، لأنّ الرب يداعبك ويقول لك الأشياء الجميلة بحنان: هذا هو الحق هذا القرب من الله وهذا الحنان وهذه المحبة. إن كنا نملك الشجاعة بأن نفتح قلوبنا لحنان الله فكم سنحظى بحرية روحية!

 وختم البابا: “اليوم إن كنتم تملكون القليل من الوقت في المنزل، خذوا الكتاب المقدس وافتحوا سفر آشعيا، الفصل 41، من الآية 13 حتى الآية 20. إقرأوا هذه الآيات السبع وتأملوا كيف أنّ الله ينشد لنا تمامًا مثلما تغني الأم لطفلها حتى ينام”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير