بدعوة من الأباتي أنطوان خليفه، مؤسّس ومرشد “مجموعة التفكير والعمل”، عقد أعضاء المجموعة خلوتهم الروحيّة السابعة والثلاثين في مجمّع الدوائر البطريركية، في زوق مصبح، يوم السبت الموافق 6 كانون الأول 2014.
بدأت الخلوة بلقاء تأمّلـــي في كابيلاّ القديس يوحنا بولس الثاني، داخل المجمّع. “كل إنسان يعبّر عن إيمانه بطريقته. لكنّ الشعوب التي يجب أن تعيش سويّة هي التي تحدّد المسار المناسب لهذا العيش المشترك”. وصلّـــى الجميع “صلاةً من أجل لبنان”
ثمّ ألقى الدكتور حسن حماده تأمّلاً حول أهميّة الصدق في االتعامل، فهو سبيل النجاة من المأزق الذي يمّــر به لبنان، وهو مأزقٌ مُهلكٌ أذا لم يتمّ تجاوزه بقناعةٍ .
في قاعة المحاضرات
ابتدأ اللقاء بنشيد ” الحبّ لا ينتهي” للشاب إيليـــو بشاره كلاّســي، وهو من وحي كلمات بولس الرسول، ومطلع النشيد: “افتحوا القلوب، أنيروا العقول… الحبُّ لا يزول…”
ثمّ رحبّ الأباتي خليفه بالحضور، وحدّد موعد الخلوة الثامنة والثلاثين بتاريخ 30 كانون الثاني 2015 ، وأشار إلى أنّ الخلوة الحالية هي متابعة لما جرى بحثه في الخلوة السابقة، حول موضوع: “المسيحيّون المشرقيّـون واستراتيجيّاتُهُم الوجوديّة”.
وقدّم الخــوري باسم الرّاعي ملخصًا عمّا جرى في الخلوة السابقة:
1- ذكّر بما عالجه د. نبيل خليفه حول علاقة الإنسان بالأرض. إنّها الأرضُ الرسالة والأرضُ الرمز. ولبنانُ هو رمزٌ لحريّة الموارنة وإيمانهم وعيشهم، “وكلّ استراتيجيّات العالم تمرّ بلبنان” بحكم موقعه الاستراتيجي.
2- ثمّ لخّصَ ما قاله المطران بولس روحانا حول الاستراتيجيّة في المفهوم المسيحي ومقوّماتها باعتبار أن الله سيّد التاريخ، والمسيحيّـــون هم الساعون إلى تحقيق الملكوت. كما أشار المطران روحانا إلى وجوب تجذير الاستراتيجية المسيحية في وسط التوتّرات القائمة.
3- وبعد هذا العرض أشار االخوري باسم الراعي إلى الوضع القائم في العراق بعد خروج المسيحيين من نينوى والموصل، وذكر أن المسيحيين هناك يعانون من عدم الترابط والتنظيم.
العميد الركن المتقاعد أمين حطيط
بعد أن عرّف به الأباتي خليفه، بدأ العميد محاضرته المكتوبة التي أغناها بالكثير من التوضيحات والإضافات المرتجلة. وموضوعها:”الوضع الميداني القائم في المنطقة، سوريا- العراق – لبنان، وتأثيره على المجتمع التعدّدي”.
بدأ العميد كلامه بالقول: ” إذا توجّهنا إلى الله كلٌ من طريق، بحيث يكون الله في وسط الدائرة، يسود السلام والمحبّـــة… لا وجود لمجتمع متجانس في كل شيء. المجتمع القبلي ذهب وحلّ المجتمع المدني محلّه. والنظرة الحضارية تعترف للإنسان بحقوقه كإنسان”. وذكّر بقول الإمام علي عن الأخوّة في الدين والتناظر في الخلق، فكلّ مؤمنٍ بالله هو أخٌ للمؤمن الآخر، وغيرُ المؤمن هو نظيرٌ له. لذلك يجب الاعتراف بالآخر وبحقوقه لإرساء السلام والأمن الاجتماعي على قاعدة المساواة والتكافؤ، ما يحقّق العدالة التي جاءت بها الأديان السماوية كلها..”.
وتحدّث عن المجتمع التعدّدي، وقال إنه تنافسي في سبيل الخير العام. أما التمييز وعدم الاعتراف بالآخر فتكون نتيجته تعرّض الأقليّة لواحدة من إبادتين: مادية أو معنوية. فالشرط لاستمرار المجنمع التعددي يكون بثقافة الاعتراف بالآخر من دون عنف أو إرهاب، وإلا تتصدّع بنية المجتمع ويؤدي الأمر إلى تدمير الأقليات على يد الفئة الطاغية، وهذا ما يحدث في الشرق.
وسأل: أين نحن الآن؟ لقد مررنا بمرحلة الإخوان المسلمين، وبمرحلة الوهابية السعودية ثم الوهابية الجديدة. وعن احتجاجات تونس قال إنها ناجمة عن الفقر والبطالة وتهميش الأقليات. وقد انتقلت انتفاضة تونس إلى البلدان العربية الأخرى، ووصف الغرب هذا التحرك بأنه ” الربيع العربي”، وما لبث ان وضع يده على هذه الثورات. فبرز الصراع الحالي بمحوريه، بين مشروعين: الأميركي الإسرائيلي التركي من جهة، والإيراني السوري وحزب الله من جهة أخرى، واستغلت كل من روسيا والصين هذا الصراع للوقوف في وجه الغرب. عن أهداف كل من المحورين قال: إن هدف المحور الأول هو حماية إسرائيل والتحكم بالنفط في المنطقة، فيما يحاول الفريق الثاني التمدّد للإمساك بالأمرَين معًا.
أضاف: “انّ المشروع الإخواني لم ينجح في تحقيق اهدافه. وانتقل الصراع إلى سوريا، فحاول الغرب حلّ الأزمة فيها عن طريق “الغموض البناء” في جنيف 1و2. لم تنجح المحاولة فعاد الاحتكام إلى السلاح، وأدى إلى الصراع بين فصائل المعارضة. ولجأت أميركا إلى تشجيع حرب الاستنزاف بين هذه الفصائل والنظام، وهدفها العودة المحدودة إلى العراق وإنشاء خطوط تماس تطيل الصراع لفترة زمنية كافية، بحيث تتحقق “الفوضى الخلاّقة” الممهدة لفرض واقع جديد، وصنع سلام يناسبها ويناسب إسرائيل. ولفت العميد حطيط قي هذا المجال إلى أن داعش تنفذ استراتيجية إسرائيل. مما أدى إلى تحويل المسيحيين إلى عبيد أو تهجيرهم. فقد اصبحت الموصل خالية من المسيحيين ومرّ فيها عيد العذراء، هذه السنة، دون احتفال للمرة الأولى في التاريخ. وسأل: هل يهزم هذا المشروع ام تنتهي التعددية؟”
انتقل العميد حطيط للتحدّث عن توزّع القوى في مناطق الصراع، لجهة أعداد المقاتلين في كل تنظيم، ومصادر القوة عنده. ولفت إلى أن الجيش اللبناني، ب
إمكاناته الحاضرة لا يستطيع تحمّل حرب طويلة الأمد. ثم قال إن نظرية النأي بالنفس في لبنان نظرية غريبة، غير قابلة للتطبيق. ولفت إلى ان داعش تسيطر على 40 الف كلم. مربع وتزعم إقامة الخلافة الإسلامية، ومعظم الأراضي التي تحتلها هي للسنة. وهنا قارن بين الوهابية التقليدية والوهابية الجديدة، وأشار إلى أن حرب الاستنزاف إذا طالت تقضي على الأقليات، وذلك يكون خدمة للمنطق الإسرائيلي الذي يرفض تعايش الأقليات، وتوقع أن لا تجد الحرب نهاية لها قبل صيف 2016.”
وعن الاحلاف العسكرية قال : ” إن جبهة النصرة فصيل من القاعدة، تساعدها داعش للتمدد داخل سوريا. والجيش الحرّ يعمل بخلفية فكر إخواني. وجميع هذه التنظيمات تشكل خطرًا على الأقليّات، والدليل ان عدد المسيحيين في العراق تراجع من مليونين و200 ألف نسمة إلى 230 ألف نسمة، كا تراجع في سوريا من مليون و600 ألف إلى 900 ألف نسمة”. وعن الاحتمالات المستقبلية قال العميد حطيط “إن داعش لا تستطيع السيطرة على الدول الثلاث: العراق ، سوريا ولبنان. وإن نجاح السلطات الرسمية في استعادة السيطرة الكاملة تحتاج إلى مهل طويلة، مما يؤدي إلى حرب استنزاف تدفع الأقليات ثمنها الأكبر. إن نجاح السلطات الرسمية ينقذ المجتمع التعددي، وفشلها يؤدي إلى فقدان التوازن الديمغرافي في المجتمعات. فمن الضروري جدًا في لبنان، التعامل بمرونة وانفتاح، لأن الحل الوحيد يكمن في بناء الدولة القوية..”.
وكانت مداخلة للخوري طونـــي خوري عن نشاطات الجمعية العاملة لمساندة المواطن اللبناني، وعن المبادرات التي قامت بها باتجاه العراق، من إرسال أدوية، وحليب للأطفال وتقديم مستشفى ميداني. وعن مشاهداته في العراق قال: الأمور معقّدة في العراق. هناك مؤامرة على شعب ووطن. الحكومة تهمل تقديم المساعدات والخدمات في كردستان. لم يسمح لنا بإدخال المستشفى الميداني. الثقة منعدمة بالجيران السنة. الحاجات ضخمة والتقدمات زهيدة جدًا. الخدمات الروحية مؤمنّة بواسطة الكهنة الشباب والراهبات. ظاهرة تسهيل الهجرة خطرة جدًا. وهناك عدم انسجام وتفاهم بين الجماعات المسيحية. البروتستانت يمارسون الضغوط على الكاثوليك.
د. حسن حماده:
شكر الحضور وقال: “إن محاضرة العميد حطيط تصوّر المشهد تمامًا، بأبعاده السياسيّة والاجتماعيّة والدينيّة. وقال إن الخوري طوني أثار أمورًا لم يتناولها الإعلام. ثم تحدّث عن خدعة تحالف المجتمع الدولي، وإنه حلَّ محلّ الأمم المتحدة، واصبح مجموعة الدول التي تدور في فلك الولايات المتحدة الأميركية. فهي تفرض العقوبات، وهذا التصرّف يشكّل عدوانًا اقتصاديًا، والحربُ العدوانيّــة هي بمثابة إعلان حرب، والولايات المتحدة ترفضُ تبني هذا التحديد للحرب العدوانية.
وتحدّث عن التفريق بين الإرهاب والمقاومة، وقال إن المرجعية الوحيدة التي شرّعت المقاومة دون شروط هي الفاتيكان، في التحدث عن لاهوت التحرير، بحيث ان الشعب، إذا اعتمد السلاح للدفاع عن النفس، يجب أن لا يتعرض للأبرياء. ويستحيل على الولايات المتحدة محاربة الإرهاب لأنها تكون في محاربة نفسها. فلا يمكن لدول أن تدعم المنظمات الإرهابية دون رغبة الولايات المتحدة بذلك. وقصة محاربة الإرهاب كذبة. ففي ليبيا 3 معسكرات تدريب للقاعدة بحماية فرنسية، وفيها يتخرج 300 إرهابي يتم تصديرهم إلى دول المنطقة. وفي تركيا 3 معسكرات تدريب للقاعدة.
قي السياسة المحلية، قال د. حماده إن لبنان يواجه النصرة، والإمدادات مقطوعة عن الجيش… والترويج للمليارات مؤامرة على الوطن. وهذه المؤامرة تستهدف أمرين: شخصية لبنان وتنوعه والمقاومة في لبنان، فالمطلوب سحب قوة الردع التي يمتلكها لبنان. إذا سحبت هذه القوة، هل تستطيع الأمم المتحدة أن تحمينا؟ وشكك د. حماده بسياسة بان كي مون. وقال إن منظمة العالم الإسلامي تافهة.
عن المسيجيين قال: مصيبة المسيحية بالمسيحيين في أرض السيد المسيح، فالمسيحيون اصحاب البلاد الأصليون، ولا يحمي الوجود المسيحي إلا المسيحيّون، بالتعاون مع المؤمنين أن هذه المنطقة هي أرض التعايش. وللمسلم قال: عليك أن تؤمن بالمسيحية لتكون مسلمًا، فعندما يتكلم النص الشريف يسكت الحكام. أشار د. حماده إلى خطأ تاريخي هو عدم الاستفادة من الفقه الفاتيكاني الذي اطلق حركة ثقافية جبارة في الغرب، ودعا لأن تستفيد كنائسنا من هذا الفقه، الذي ركّز على امرين: عدم تلويث البيئة والحد من الغنى الفاحش.
عن عبارة ربيع الشعوب قال إنها استخدمت لأول مرة سنة 1842 لقلع الموارنة من لبنان وزرعهم في الجزائر. ونحن” نهين أنفسنا إذا اعتبرنا حكامنا مسؤولين،” لأن إسرائيل هي في اساس المواجهة. وأشار إلى أن مؤتمر نصرة الشعب السوري الذي انعقد في باريس سنة 2011 لإسقاط النظام حضرته شخصيات إسرائيلية وفرنسية وسورية موجود بعضها في إسرائيل اليوم، ولم يعلق الإعلام السوري على الأمر في حينه. اما مصابو النصرة الخطرون فيتلقون العلاج في إسرائيل.
وتساءل: ” هل الدين مجرم ام أنه الضحية؟ وقال إن الدين ضحية حرب عدوانية من السياسة عليه، ولا علاقة له بما يحدث. ولا احد يمثل الدين، فالدين يمثل نفسه. وسياسة السيد المسيح افضل دليل. واستشهد بقول للإمام علي: ” طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة”. وتابع: أن تكون مسلمًا ليس بالأمر السهل”. عن الوجود المسيحي قال إنه جزء لا يتجزأ من وجود هذه الأمة، وزوال المسيحيين يستتبع زوال المسلمين. والتعاطي مع التنظيمات الإرهابية يجب ان يكون تعاطي النار بالنار.
مد
اخلات وحوار
أشار النائب فريد الخازن إلى أن النفط لم يعد بالأهمية التي ذكرها المحاضر، بسبب وجود مصادر للطاقة البديلة، كالغاز وسواه. وقال إن تبدّل السياسة الأميركية وانسحابها من أفغانستان والعراق، جعل الرابح الأكبر إيران وإسرائيل، التي ليست بحاجة إلى أعذار للقيام بالتعدّي، مع داعش وبدونها. والصراع على السلطة عربي مذهبي، لم يخترعه اوباما ولا إسرائيل. والربيع العربي متنوّع، من تونس إلى مصر إلى الآن. أما الصراع بين السنة والشيعة فهو صراعٌ بين إيران وتركيا، والغائب هو الصراع العربي الإسرائيلي. فالصراعات الإسلامية الإسلامية مزمنة في المنطقة. وها هو أردوغان يسعى لتحويل تركيا، بعد أتاترك، إلى دولة إسلامية، وتسعى إيران إلى نشر الهلال الشيعي. من هنا ليس التقسيم في المنطقة بهذه السهولة.تحدث د. نبيل خليفه، شاكرًا العميد حطيط، ولافتًا إلى أن محاضرته تنسجم مع فكر ايديولوجي معيّن. ثم تطرق الى الأرقام الواردة في المحاضرة، لافتًا إلى أن المنطقة تضم مليار و350 ألف سني، و320 مليون شيعي، نسبتهم 15% من سكان المنطقة. ومن الطبيعي ان يتعاطى العالم مع الأكثرية السنيّة. وقال أن العراق يحتوي 380 مليار برميل نفط. وعن إسرائيل قال إنها تستشعر خطر التنامي العربي الذي بلغ 51% من السكان. أما عن الأقليات فقال أن المنطقة تضم 59 اقلية وأكثرية سنية واحدة. أما الغرب فيسعى للسيطرة على بترول السنة والشيعة معًا، بالاتفاق مع إيران ايضًا. لكن حرب إسرائيل هي ضد السنة الذين يهددون وجودها لأنهم الأكثرية. ولئلا تغرق إسرائيل في المستنقع تعمل على “أبلسة السنة”. وداعش هي النموذج الصالح لهذا التشويه. وأشار إلى أن الخطّة تقضي بخلق شرق اوسط جديد من دويلات لا تندمج إسرائيل فيها، بحيث تكون هذه الدويلات كونفدرالية شرق – اوسطية. فالمعركة هي معركة ديموغرافيا وجغرافيا في الوقت ذاته. لذلك لا ينبغي الذهاب إلى مراهنات خاطئة، ويجب التعامل مع الأكثرية، والعمل لعدم وقوع الفتنة بين السنة والشيعة.في مداخلة أخرى طرُح السؤال: نحن في لبنان، ماذا نريد؟ هل نقدر أن نحمي انفسنا بالوحدة والحياد عن مشاكل المنطقة؟ فمن الضروري التمسّك بالوحدة الداخلية في لبنان. وإعلان حياد لبنان هو الحلّ الأمثل. ويمكن أن يأتي الحياد بإعلان من الأمم المتحدة.طرح التساؤل التالي:هل يجب أن تقرر الديمغرافيا مصير الشعوب؟ ومن الضروري صنع سياسات واضحة يمكن ان تغير في الوضع القائم. فلم يعمل اي شيء في الداخل حتى الآن. وسأل: ما هو الموقف من التمديد للمجلس النيابي؟ وما هو دور القضاء اللبناني؟ وما هي الآليات لتثقيف الرأي العام اللبناني؟ وكيف يمكن العمل لخدمة أنفسنا والآخرين؟العميد حطيط ردّ على النائب الخازن قائلاً: ” إن النفط في صلب الاستراتيجية الأميركية، لأنه سلعة اقتصادية وسياسية تستعملها أميركا لمعاقبة إيران وروسيا. وأهمية العراق تكمن بامتلاكه النفط الخفيف. وإسرائيل تحتاج دائمًا إلى زرائع لتتدخل. كما لفت إلى عدم تطابق بعض الأرقام التي ذكرها د. خليفه مع ما ورد في محاضرته. وقال إن الديمغرافيا السنية غير منتظمة في اتجاه واحد وهي مقسمة إلى 9 فرق متناحرة. والديمغرافيا السنية هي الأوهن بين الديمغرافيات العالمية لأنها ليست قوة قادرة. وعن الطريق لخلاص المسيحيين قال إنه بوجود دولة تحمي الجميع. وإلى أن يحصل ذلك يجب إقامة تفاهمات للمحافظة على ديمغرافية المنطقة كما هي. واستشهد بقول الإمام موسى الصدر: “لا بقاء للبنان والشيعة فيه إلاّ ببقاء المسيحيين”. لذلك من الضروري إقامة تحالف دفاعي.بالنسبة إلى الحياد أجاب العميد حطيط: إنه بحاجة إلى قرار ذاتي، إذا كان متاحًا مع المحيط بدون تداعيات. فهل يقبل الآخر بحيادك؟ وهل لدينا قدرة عسكرية لحماية الحياد؟ وهل تقبل عواطف جميع اللبنانيين بهذا الحياد؟ وهل يقدر الجيش اللبناني ان يحمي الحياد؟ ألم يقم حزب الله باحتواء الموقف في عرسال؟ وهناك قرار بأن لا يكون الجيش قادرًا لكي لا يبقى المسيحي في لبنان. ولا وجود لشيء اسمه الأمن الوطني، بل الموجود هو الأمن الإقليمي، بالتنسيق مع الجيران.
خلاصة
الخوري باسم الراعي لخّص ما ورد في المحاضرات والمداخلات وقال: يجب تحديد المفاهيم لئلا يدخل الشيطان في التفاصيل، وأضاف : لم نُدعَ إلى مؤتمر إسلامي إلا كان النقاش مع النصّ، وهذه مسالة يجب حلّها. أما الحياد فهو خيار سياسي وله وظيفته. في البداية يجب الاتفاق على هوية البلد، ثم التحدّث عن الحياد. وكل الأجوبة معقودة على حدّة الصراع السني الشيعي، فأين الشركاء الاخرون في الوطن؟ وتوجّه إلى اليهم بالقول: “لم تعرفوا ان تتلقّفوا ” المذكّرة الوطنية” التي صدرت عن بكركي. وسأل: ما دور المسيحيين في تحالف الأقليات؟ إن حديث د. حماده يرفعنا إلى مستوى القيم. فيجب الخروج من التفاصيل. وسأل: هل الدستور وجهة نظر؟ أما قال عنه أحد الموارنة: كبّوه بالزباله؟ فلبنان اليوم محكوم بإرادة أوليغرشيّة.
في الختام دعي الجميع لتناول طعام الغداء، ثم الانصراف على امل اللقاء في 30 كانون الثاني القادم.
إعداد: جرجس خليفه