هل سيقدر البابا أن يؤثّر في الكاثوليك في الصين؟

قام الكاتب بول فاريللي بكتابة مقالة نشرها موقع eastasiaforum.org فسّر فيها العلاقات بين الفاتيكان والحزب الشيوعي الصيني وأخبر بأنّ البابا وجّه رسالة إلى شي جين بينغ بعد أن أودى هذا الأخير بتهنئة على اعتلاء البابا السدة البطرسية، قال فيها للصين: “إنّ العلاقات بيننا موجودة وهي بلاد كبيرة أكنّ لها الكثير من المحبة”. منذ بداية ولايته، يسعى البابا جاهدًا ليرعى الكنيسة الكاثوليكية في الصين ولكن هل هذا يعني أنه يمكن أن تتم المصالحة مع الحزب الشيوعي الصيني؟

Share this Entry

في الواقع تأسس الحزب الشيوعي في الصين في العام 1921 وحافظت الكنيسة الكاثوليكية على وجودها في الصين إنما مع اندلاع الحرب الأهلية وتحكّم الحزب الشيوعي بالسلطة، غادر حوالى 3038 مبشر كاثوليكي من الصين في الفترة الممتدة من كانون الثاني 1951 وأيار 1954 وتوجّه العديد منهم إلى تايوان، المستعمرة اليابانية السابقة حيث كان يحاول الكومينتانغ (الحزب القومي الصيني) فرض نفسه محليًا ودوليًا كحكومة شرعية للصين. حافظت تايوان على علاقاتها مع الفاتيكان وشهدت في وقت لاحق نموًا كبيرًا في عدد الكاثوليك حيث ارتفع عددهم من 8000 شخص في العام 1945 حتى أكثر من 181000 في العام 1960 وقدّموا الخدمات الاجتماعية كالرعاية الصحية والتعليم.

وبالرغم من كل الجهود التي بذلها الحزب الشيوعي في الصين من أجل إسكات الدين إلاّ أنّ الكنائس لا تزال موجودة وكان يمارس العديد من المؤمنين عباداتهم بشكل سري. هذا كله لنقول، بأنّ تاريخ الكنيسة أكبر بكثير من تاريخ الحزب الشيوعي في الصين وهذا خير دليل للتأكيد بأنّ الكنيسة في الصين ستستمرّ بشكل أو بآخر وربما لن تكون قادرة أن تدخل رسميًا تحت أجنحة الصين بالرغم من كل الجهود الحثيثة التي يبذلها البابا بشأن هذا الموضوع ولكنها ستصل يومًا في المستقبل بكل تأكيد.

إنما نقطة الخلاف بين الصين والفاتيكان تتعلق بتكريس أساقفة من دون موافقة الكرسي الرسولي وكانت الصين قد قطعت العلاقات مع الفاتيكان في العام 1951 ولا تعترف بسلطتها على الكاثوليك في البلاد. ويقدَّر اليوم عدد الكاثوليك في الصين ب12 مليونًا نصفهم يتبعون جمعية الكاثوليك الصينيين الخاضعة للسلطات المحلية بينما ينتمي الآخرون إلى الكنائس “السرية” التابعة للفاتيكان.

ولكنّ البابا في أثناء رحلته إلى كوريا الجنوبية بعث للرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة ليؤكّد له فيها بأنه يصلي من أجل سلام ورفاهية الشعب الصيني وتبيّن لاحقًا أنّ بكين ترغب في تحسين العلاقات مع الفاتيكان وأصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانًا قالت فيه: “نحن مستعدون لمواصلة العمل الجاد مع الفاتيكان لبدء حوار بنّاء والعمل على تحسين العلاقات بين الطرفين”. فهل سيقدر البابا أن يؤثّر في موقف الكاثوليك في الصين؟

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير