بطريرك الكنيسة السريانية: ننتظر من البابا فرنسيس أن يكون مثل يوحنا المعمدان، صوتًا صارخًا يدافع عن قضية المسيحيين في الشرق الأوسط

مقابلة خاصة مع زينيت غداة سينودس الكنسية السريانية الأنطاكية الكاثوليكية (القسم الثاني)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في هذا القسم الثاني من المقابلة يعلق صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك الكنيسة السريانية الأنطاكية، على التوصية الثانية لمؤتمر الأزهر حول العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، عن الوجود السرياني في المهجر وما تقوم به البطريركية للعناية بأبناء الطائفة، عن العلاقات مع السريان الأرثوذكس وأخيرًا عن الزيارة إلى الأعتاب الرسولية، حيث سيتم اليوم اللقاء مع البابا فرنسيس.

من الممكن مراجعة القسم الأول من المقابلة على هذا الرابط

* * *

لقد أثنى البيان الختامي للسينودس على توصيات مؤتمر الأزهر الذي عقد في 3 و4 كانون الأوّل الجاري، وخصوصًا التوصية الثانية بشأن العلاقات الأخوية بين المسلمين والمسيحيين التي تقول: “المسلمين والمسيحيين في الشرق هم إخوة، ينتمون معاً إلى حضارةٍ واحدة وأمّةٍ واحدة، عاشوا معاً على مدى قرونٍ عديدة، وهم عازمون على مواصلة العيش معاً في دول وطنية سيّدة حرّة مستقلّة تحقّق المساواة بين المواطنين جميعاً وتحترم الحريات”.

كبطاركة وأساقفة مسيحيين كنا ندعو منذ سنين الإخوة المسلمين إلى عقد اجتماعات في ما بينهم، وذلك كيما يؤكدوا على نيتهم لدحض الإرهاب وليس فقط إدانته، بل محاربته بشكل ملموس وطمأنة من هو بحاجة لاطمئنان، بما في ذلك المكونات الصغيرة مثل المسيحيين.

نقدر البادرة التي اتخذها الأزهر الأسبوع الماضي، ونثمن النية التي دفعت إليها. فقد كان الهدف التأكيد على أن التكفير والإرهاب باسم الدين ليس من معتقدات الإسلام. وقد سررنا أنهم صرحوا بأن الإسلام براء من هذه الأعمال التكفيرية.

نرجو أن تكتمل وتتجسد هذه الفكرة على الأرض من خلال مطالبة الحكومات بملاحقة الإرهابيين وبث هذا الموقف الحضاري والإنساني في المؤتمرات الدينية، في الجوامع وفي المدارس.

أخذ السينودس قرارًا باستحداث اكسرخوسية في أوروبا وأخرى في كندا. ما الذي يدفع إلى ذلك؟

شهدنا في العقود الأخيرة ازدياد كبير للهجرة نحو أوروبا، الأميركيتين وأستراليا. وبما أننا حراس تراثنا وحضارتنا العريقة، ككنائس ذات شرع خاص، نرى من واجبنا أن نؤمّن لأولادنا وللمؤمنين الذين هاجروا الخدمة الروحية والرعوية بحسب طقسهم.

نعرف أن الكنائس الكاثوليكية تحتاج لقرارات وتفويض الكنائس اللاتينية المحلية، وهذا الأمر يصبح صعب المنال بسبب البيروقراطية الموجودة في كل المؤسسات ولذا نطالب بأن يكون لدينا التفويض من قبل الكرسي الرسولي لنوع من الاستقلالية الذاتية لخدمة أولادنا في المهجر.

روما تقرّ بحقنا في هذا، وعلى الأرض نحن بحاجة لدراسة لوجستية وعملية.

للأسف أولادنا يهاجرون بعلمنا وبغير علمنا. ونحن نسعى مع السلطات الكنسية أن نقيمها من الناحية الكنسية.

ماذا عن لجنة التقارب بين السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس. هل نرى تباشير الوحدة بين الكنيستين؟

أود أن أذكُر أن التقارب الذي يحصل بين الكنيستين هو حدث مهم جدًا ويدعو إلى السرور والفخر لأننا أصبحنا أقرب كنيستين شقيقتين في العلاقات الودية ما بيننا. نقوم بتجسيد ذلك على الأرض من خلال المشاركة في الاحتفالات والمراسيم الدينية، الاجتماعية والشعبية.

نشكر الرب لأن هناك تجاوب وتفاهم عميق مع غبطة البطريرك مار افرام الثاني، بطريرك الكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم.

لقد قمنا بزيارات مشتركة للاجئين في شمال العراق وكردستان، وزيارات للسلطات المدنية في تلك المناطق. وأظهرنا أننا شعب واحد بجناحين، ونبحث عن كيفية التقارب مع بعضنا.

كلتا الكنيستين تتأسفان للانفصال الذي تم في عام 1784 مع البطريرك اغناطيوس ميخائيل جروة، الذي أسس دير الشرفة. كان من الأفضل لو تم التقارب مع روما دون انشقاق في الطقس السرياني.

بدأت أمس الخميس 11 كانون الأول زيارتكم إلى الأعتاب الرسولية. وتلتقون اليوم الجمعة بالبابا فرنسيس، عمّ ستحدثون البابا وماذا تنتظرون منه؟

سنكون في مجموعة تتألف من أكثر من 320 شخص أتوا من الشرق الأوسط، أميركا وأوروبا. يشارك في الزيارة حول آباء السينودس، البطريرك والأساقفة.

زيارتنا هي زيارة بنوية لأب الكنيسة الجامعة، زيارة تشدد على الوحدة ما بين الكرسي الأنطاكي وكرسي روما، الكنيسة التي دعيت لترأس بالمحبة، بحسب القديس اغناطيوس الأنطاكي. القديس أفرام يفتخر كثيرًا بالكرسي البطرسي، وبرسالة خدمة بطرس ما بين الاثني عشر.

نريد من البابا أن يتابع دفاعه عن قضية المسيحيين في الشرق الأوسط، وكسريان مضطهدين بشكل خاص في شمال العراق.

في هذا الأسبوع من زمن المجيء نذكر في طقسنا يوحنا المعمدان السابق، صوت يصرخ لإحقاق العدل، رجاؤنا أن يكون البابا هذا الصوت الصارخ.

ونحن نشعر أن هذه الزيارة ستكون مدعاة خير وبركة لنا، وعزاء لجميع المتألمين في كنيستنا.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير