البابا فرنسيس: "القلب التائب يجذب الرب!"

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الرب يخلّص “قلبًا تائبًا” في حين أنّ أولئك الذين لا يثقون به يجلبون إلى نفسهم “الإدانة” هذا ما ركّز عليه البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته الصباحية التي ألقاها في دار القديسة مارتا مستوحيًا من القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني (سفر صفنيا 3: 1 – 13؛ متى 21: 28 – 32).

“إنّ الوداعة تخلّص حياة الإنسان وأما المتكبّر فيفقدها. المفتاح يكمن في القلب. فالمتواضع يكون منفتحًا ويعرف التوبة ويقبل التأديب ويتكل على الرب عكس المتكبر والمتعجرف والمنغلق الذي لا يعرف الخزي ولم يسمع صوت الرب. إنّ الحالة التي يصفها النبي صفنيا هي تمرّد المدينة (“ويل للمتمرّدة الدنسة المدينة الجائرة”) وبالرغم من ذلك جعل الله شعبًا نقيًا استطاع أن يتوب عن خطاياه وهذا هو “شعب الله” الذي يتميّز “بالوداعة والفقر ويعتصم باسم الرب”.إنما وجد في المدينة من لم يقبلوا التأديب.

“هؤلاء لا يستطيعون أن يقبلوا الخلاص. إنهم منغلقون. والرب قال: “وأبقي في ما بينكِ شعبًا وديعًا فقيرًا فيعتصمون باسم الرب” وهذا موجود حتى الآن أليس كذلك؟ عندما نرى شعب الله المقدس متواضعًا ويثق بالرب وفقيرًا، سيكونون مخلَّصين! أو ليس هذا طريق الكنيسة؟ علينا أن نسير على هذا الطريق وليس على الطريق المعاكس فلا نقبل التأديب ولا نثق بالرب”.

وأما في ما خص إنجيل اليوم، فهو يخبر عن ابنين دُعيا للذهاب للعمل في الكرم. واحد منهما رفض الذهاب ولكنه ندم بعد ذلك والآخر قال بإنه ذاهب ولكنه لم يذهب. أخبر يسوع هذه القصة للأحبار وشيوخ الشعب مؤكدًا لهم بأنّ “العشارين والبغايا يتقدّمونهم إلى ملكوت الله. فقد جاء يوحنا سالكًا طريق البر فلم يؤمنوا به وأما العشارون والبغايا فآمنوا به”. وهذا الأمر بحسب البابا يشبه كثيرًا المسيحيين الذين يعتقدون أنفسهم بأنهم “أنقياء” بكونهم يذهبون إلى الكنيسة ويتناولون القربان المقدس ولكنّ الأمر أبعد من ذلك: “إن كان قلبكم ليس تائبًا ولا تصغون إلى الرب ولا تتقبلون التأديب ولا تثقون به، فهذا يعني أنكم لا تملكون قلبًا تائبًا”.

وختم البابا: “علينا أن نملك الشجاعة لتسليم قلوبنا إلى الله من دون أي تحفظ”. وأخبر قصّة القديس الذي ظنّ أنه سلّم كل شيء لله بكرم كبير: “لقد أصغى إلى الله وسار بحسب مشيئته وأعطى كل شيء للرب. ولكن الرب قال له: “ولكنك لم تعطيني شيئًا واحدًا بعد!” فأجاب: “كيف يا سيدي؟ لقد أعطيتك كل شيء، أعطيتك حياتي وعملت من أجل الفقراء وبشرت هنا وهناك…” فقال الرب: “نعم، ولكن لا يزال يوجد شيء واحد بعد” “كيف يا رب؟” فأجابه الرب: “خطاياك” عندما نصبح قادرين أن نسلّم للرب خطايانا: “يا رب هذه خطاياي وليس خذ هذه الخطايا بل هذه خطاياي”، سنفهم عندئذٍ أننا شعب وديع وفقير فنعتصم باسم الرب. لنسأل الرب أن يمنحنا هذه النعمة”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير