1- من أجل الذين خسروا أحد أحبائهم هذه السنة أم من سنوات مضت
يذكرنا عيد الميلاد بوعد الله بانتصار الحق على الباطل، وأنا أعيش اليوم خامس عيد ميلاد من دون ابنتي، وأتهيأ لزمن المجيء كما تنتظر اسرائيل المسيح، ومن هنا يمكن لكل الأشخاص الذين فقدوا أحد أحبائهم أن يجدوا العزاء بولادة مسيح إسرائيل ومكوثه بينهم.
2- من أجل الذين يتساءلون إن كان الله إله محبة
يبين لنا عيد الميلاد تجلي الرب بالجسد والدم، ففي هذا العيد ذهب الرب الى أقصى الحدود كي يخلص شعبه ولكي يساعد منكسري القلوب. إن الله يحب الخليقة مع أننا أحرار ونخفق كثيرًا إلا أن محبته عظيمة فقد ترك ألوهيته وأصبح إنسانًا وعاش حياته ومات. فكروا بذلك: الله الأزلي اختار أن يعيش ويموت، من يفعل ذلك؟ فقط الذي يحب بلا حدود.
3- من أجل الحائرين
يظهر الميلاد أيضًا قصة العديد من شعب الله الذين لا يعرفون الى أين يذهبون أو ماذا يفعلون. هؤلاء الناس حظوا بجزء من مشروع الخلاص الذين كانوا جزءًا منه، فمريم مثلا لم تكن تعلم كيف سيتصرف يوسف إزاء حملها، وهو أيضًا لم يكن يعلم، أليصابات أيضًا لم تكن تعلم إن كان زوجها سيتكلم من جديد في يوم ما. الرجال الذين أتوا من الشرق لم يعلموا الى أين سيقودهم النجم... ولكن هؤلاء جميعهم أصغوا الى ما طلب منهم وفعلوا ما يستطيعون عليه كي يتمموه.
4- من أجل الذين يخافون
إن قصة الميلاد تخبرنا ألا نخاف: "لا تخافوا" وأن نفرح. الملائكة في أناجيل الميلاد كرروا ذلك عدة مرات "لا تخافوا" قبل الأخبار السارة كبشارة زكريا في لوقا 1: 13، وبشارة مريم في لوقا 1: 28 والبيان ليوسف في متى 1: 20، وللرعيان في لوقا 2: 8-10. كلهم كانت لديهم أسبابًا ليخافوا، فهم أمام مستقبل يجهلونه. مريم حملت من حيث لا تعلم ويوسف وجد نفسه عالقًا في فضيحتها؛ زكريا قضى أشهرًا أخرسًا، ومن هنا يظهر لنا الميلاد أن البشرى السارة يمكن أن تولد خوفًا أيضًا.
5- من أجل المهمشين والمعزولين وأصحاب القلوب المنفطرة
الرب هو كاتب قصص الحب الأصلي لأنه اختار أ، يبين محبته وقوته من خلال الأشخاص الذين نمر بهم يوميًّا كالضعفاء، والقبيحين، والغريبين، والفقراء، والوحيدين...فكما يقول القديس بولس: " قوة الله تكمل في الضعف" ففي ملكوت الله الأقوياء ضعفاء والجميلون قبيحون، والأغنياء فقراء، وأصحاب السلطة عبيدًا...
6- من أجل الخطأة الذين يعتقدون بأنهم لا يستحقون فرصة ثانية
يمثل الميلاد رحمة الله اللامتناهية، وهي المخلّص. لم يتردد الله في دخول نفاق الحياة وفضائحها فولادة يسوع بدأ بفضيحة وهو أيضًا عاش بين الخطأة. أعطى الفريسيين فرصًا ثانية كنيقوديمس، ومريم المجدلية، والزانية، وزكا العشار، واللص الذي صلب الى جانبه وبطرس الذي خانه. من خلال يسوع يخبرنا الله أنه لا توجد أي خطيئة أكبر من أن يغفرها لنا.
7- من أجل الذين فقدوا الرجاء
الميلاد هو قمة الرجاء، فمجد الله يسع من خلال المكسورين والمضطهدين. يسوع هو مشروع الله الخلاصي لشعبه ولخليقته، وذلك يؤكد أن الله يعلم كم نعاني، ويرى معاناتنا ويدخل فيها ويعمل على إصلاحها ويدعونا لنشاركه عمله الممجد.
8- من أجل المرهقين
الميلاد يعدنا بالراحة الروحية كما الجسدية، فيسوع قد أتى ليحمل أثقال شعبه، وليضمن الراحة الأبدية للجميع، وبالمعنى الجسدي فإن التوقف للاحتفال بالتجسد يمنحنا فرصة لنبطئ ونتأمل قليلا. إن الإنسان يحتاج الى الراحة والتأمل في هذا العيد مبني على توقف طبيعي أمام هذا السر إن كان الناس يرودون القيام بذلك.
9- من أجل الذين يشكّون
تحملنا ولادة يسوع الى زمان ومكان وتاريخ محدد. ويسوع احتفظ بمعظم كلماته الرحيمة والرقيقة للذين ناضلوا ليؤمنوا بأنه هو المسيح.
10- من أجل الذين يحتاجون فقط أن يسمعوا بشرى سارة
عمانوئيل "الله معنا" هي أفضل بشرى سارة، قصة الميلاد هي قصة إنسانية بقدر ما هي إلهية متداخلة في "فضيحة" ومكللة بمجد ملائكي، واكتمال النبوءات وحفظ الوعود.
***
نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية