“إتكلوا على الله حتى في أحلك لحظات حياتكم حتى عندما لا تفهمون مرات التاريخ الذي يصنعه معكم ولكنه دائمًا تاريخ خلاص” هذا ما أكّده البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا.
“إنّ الرب يريد أن ينقذنا في طوال تاريخ الخلاص. إنّ خلاصنا ليس خلاصًا مخبريًا أو عقيمًا. لا! بل هو تاريخ والرب قام بمسيرة في التاريخ مع شعبه. فلا خلاص من دون تاريخ. نحن وصلنا إلى هذا اليوم نتيجة تاريخ طويل، تاريخ طويل جدًا”.
وهكذا يوم بعد يوم، صُنع التاريخ. الله صنع التاريخ ونحن أيضًا نصنع التاريخ وعندما نفشل، الله يصحح تاريخنا ويقودنا إلى الأمام ويسير دائمًا معنا. إن لم نفهم ذلك فنحن لن نفهم أبدًا عيد الميلاد! أبدًا! لن نفهم تجسد الكلمة! إنه تاريخ من المسيرة! ستسألون: “يا أبتِ، هل انتهت قصة الميلاد؟ لا! حتى يومنا هذا، الرب يخلّصنا في التاريخ ويسير مع شعبه.”
وتابع البابا: “نحن مختارون من الله وهو يختار أشخاصًا ليساعدوا شعبه للتقدم إلى الأمام تمامًا مثل ابراهيم وموسى وإيليا. لقد مروا بأوقات عصيبة وحرجة ومظلمة. ربما هم أشخاص أرادوا أن يعيشوا بسلام إنما غالبًا ما يطلب منا الرب أن نسير إلى أماكن ربما لا نريد أن نذهب إليها تمامًا مثل ما حصل مع موسى وإيليا ولكنهما آمنا وتقدّما.
إنّ إنجيل اليوم (متى 1: 18-24) يتحدث عن “وقت عصيب في تاريخ الخلاص” عندما اكتشف يوسف أنّ مريم وجدت حاملاً قبل أن يتساكنا. لقد تألّم كثيرًا عندما علم بالأمر! وأصيب بالحيرة “ماذا عليّ أن أفعل؟” مع أنه كان يعلم أنّ مريم لا يمكن أن تكون قد خانته. على مختاري الله أن يأخذوا المشكلة على عاتقهم من دون أن يفهموا والرب يصنع التاريخ”. وهكذا فعل يوسف، في الوقت الأكثر صعوبة في حياته، أخذ المشكلة على عاتقه واتهمه الجميع ولكنه أراد أن يخلّص امرأته. إنّ يوسف بعد أن ظهر له الملاك في الحلم قال: “أنا لا أفهم شيئًا إنما الرب قال لي هذا وذاك وسوف أحتضن هذا الطفل”.
وختم البابا قائلاً: “لنتذكّر دائمًا وبثقة أنه علينا حتى في أحلك أوقات حياتنا، حتى في المرض، أن نقول: “ولكن يا رب، إنّ التاريخ لم يبدأ معي ولن ينتهي معي! أنا حاضر لأسير معك”. وأن نضع يدنا بيد الرب. لنسأل الرب أن يسير معنا وأن يصنع تاريخه ويخلّصنا في أحلك الأوقات لأنه هو أبانا. ليفهمنا الرب سر هذه المسيرة مع شعبه في التاريخ”.