عند الساعة العاشرة والنصف التقى البابا فرنسيس في القصر الرسولي بكرادلة ومسؤولي الكوريا الرومانية لتبادل معايدة الميلاد، وبعد تحية رئيس مجمع الكرادلة الكاردينال أنجلو سودانو، وجه البابا كلمة إلى الحاضرين دعاهم فيها للولوج بالتأمل في سر الله المتجسد، "الذي يأخذ على عاتقه بشريتنا وخطيئتنا لكي يكشف لنا حياته الإلهية، ونعمته وغفرانه المجاني".
وبعد أن شكرهم على التزامهم الدؤوب والصادق في الخدمة، تحدث الأب الأقدس عن "المسيح الكامل" الذي يتألف من المسيح الرأس والكنيسة الجسد، وأشار إلى أنه من الجميل أن ننظر إلى الكوريا الرومانية كـ "نموذج مصغّر للكنيسة".
أمراض الكوريا
وفي هذا الإطار شدد الأب الأقدس على ضرورة أن يعيش العاملون في الكوريا الرومانية حياةً روحية صلبة فالعامل في الكوريا الرومانية الذي لا يتغذى كل يوم من خبر الحياة يضحي مجرد عامل بيروقراطي.
وعليه دعا البابا العاملين إلى تغذية حياتهم الروحية وإلى تحسين الشركة والقداسة والحكمة للقيام بالمهمة المطلوبة. وقدم البابا للعاملين في الكوريا بعض النصائح لكي تكون خدمتهم بحسب الإنجيل.
المرض الأول هو أن نظن أننا كاملين وأننا لسنا بحاجة إلى نعمة الرب. فالجسد الذي لا ينمي هو جسد مريض. هذا مريض الغني الغبي في العهد الجديد، مرض نرسيس الذي ينظر بشغف إلى صورته ولا يلحظ صورة الله.
المرض الثاني هو "مرض مارتا"، أي مرض العمل الزائد، حيث نخسر النصيب الأفضل. يسوع يدعو تلاميذه لكي يرتاحوا قليلاً (راجع مر 6، 31)، لأن تجاهل ما هو جوهري يحمل إلى الضغط النفسي والاضطراب.
المرض الثالث هو مرض التحجر الفكري والروحي. في هذا الإطار حذر البابا من خطر ضياع الحس الإنساني الضروري لكي نبكي مع الباكين ونفرح مع الفرحين.
المرض الرابع هو مرض التحجر في أطر التنظيم والإنتاج، حيث لا يفسح المجال لأي تدخل لحرية الروح.
مقابل ذلك هناك مرض التنظيم الخاطئ حيث يضيع الأفراد التوازن في ما بينهم ويضحون أوركسترا لا تولّد إلا الضجيج.
بعد ذلك تحدث عما أسماه مرض الألزهايمر الروحي، أي نسيان تاريخ الخلاص، تاريخ الحب الشخصي مع الرب.
إلى جانب هذه الأمراض الأساسية تحدث عن أمراض أخرى مثل المجد الباطل، العداوة، انقسام الشخصية الوجودية، مرض الثرثرة، مرض تأليه الرؤساء، مرض اللامبالاة تجاه الآخرين، مرض التعلق بالأشياء المادية ومرض التجميع المرضي، مرض الدوائر المغلقة ومرض الربح العالمي.
كيف لنا أن نشفى من هذه الامراض؟
جواب البابا كان بالعودة إلى خبرة روحية مثمرة، انطلاقًا من عيش سر التوبة، وطلب معونة الرب والعذراء مريم لشفاء الجراح التي نحملها في قلوبنا.