شيّعت بيشاور الباكستانية ضحايا المجزرة التي شهدتها المدرسة العسكرية الثلاثاء 16 كانون الأوّل، وذهب ضحيّتها 141 شخصاً من الأبرياء، ضمن اعتداء صُنّفَ بردّ انتقامي من قبل حركة طالبان على عمليّات الجيش الباكستاني قرب الحدود الأفغانيّة. وقد وردتنا من جمعية “عون الكنيسة المتألّمة” الكاثوليكية مقالة لجون بونتيفكس نقل فيها ردّ فعل أسقف كراتشي جوزف كوتس، رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في باكستان.
في سياق إدانته الاعتداء، أشار رئيس الأساقفة كوتس إلى نسبة تزايد العنف حيال الأبرياء، مؤكّداً أنّ شيئاً لن يردع حركة طالبان. فالمجزرة لم تكن إشارة إلى قوّة طالبان المتزايدة، بل كانت خير دليل على يأسها وقيامها بالمستحيل لتُظهر ما يمكنها فعله، فيما مسلّحوها مستعدّون لشنّ هجمات عنيفة وقتل الطلاب بواسطة رصاصة في الرأس. ثمّ حثّ الأسقف الحكومة على تعزيز الأمن في الأمكنة العامة، لأنّ التهديد يطال المدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد، مضيفاً “نحن نواجه أشخاصاً يفتقدون إلى الضمير، ويتصرّفون بدافع الكره الأعمى”. من ناحية أخرى، طلب الأسقف إلى المدارس الكاثوليكية في باكستان إقامة الصلوات والوقوف دقيقة صمت عن أرواح من سقطوا، بدون أن ينسى ذكر ضحايا حملة التلقيح وضحايا أيلول 2013، بالإضافة إلى من أُحرِقا بتهمة التجديف. ودعا الكنائس إلى الاحتفال بعيد الميلاد مراعية الاتّزان واحترام ذكرى الضحايا. ثمّ ذكّر المؤمنين بوجوب نشر المصالحة والانسجام والوحدة، مع الصلاة على نيّة المسيحيين المضطهدين وعلى نيّة السلام في عيد ميلاد أمير السلام. وقال في مقابلته مع “عون الكنيسة المتألّمة”: “على الرغم من الصعوبات، نجد قوّة في صلوات من يرغبون في مساعدتنا ومساندتنا، وأشكر كلّ من يتذكّروننا في أوقات الحزن والمآسي”.
أمّا اللجنة الوطنيّة للعدل والسلم الداعمة لضحايا الاضطهاد فقد أدانت مجزرة بيشاور، وكان نداء رسالتها واضحاً إذ طالب الحكومات والأفرقاء السياسيين والقادة الروحيين، مع المنظمات المدنية والقضائية بتناسي المشاكل السياسية وببذل الجهود لوضع حدّ لتهديد الإرهاب، كما وحضّ جهاز الاستخبارات على اللجوء إلى وسائل فعّالة للحؤول دون الفظاعات التي تُرتكَب بحقّ الأولاد والمواطنين.