أقام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، في اطار زيارته الى مصر، صلاة البراكليسي للسيدة العذراء بمناسبة افتتاح اعلان تطويب العلماني بطرس كساب في كاتدرائية القيامة للروم الملكيين الكاثوليك في القاهرة، شاركه لفيف من المطارنة والكهنة بحضور حشد كبير من المؤمنين.
وفي كلمته تحدث لحام عن دعوى تقديس بطرس كساب قائلا: “هذا المسيحي العلماني العملاق! قد أسس العدد الأكبر من مجموعات العمل الكاثوليكي للشباب، الشباب والعمل الكاثوليكي للشباب هو النعمة الروحية الكبرى في حياته، أي هي الكاريزما الذي دمغ حياته كلها“.
اضاف: “وتجلت غيرته المسيحية في جمعية القديس منصور دي بول، وكان عضوا فيها ثمَّ رئيسها سنوات طويلة، كما أنه بذل مجهودا جبارا داخل كنيسته في المجلس الملِّي وسواه من نشاطات الكنيسة“.
تابع: “وقد طالعت باهتمام الشهادات الكثيرة عن هذا المسيحي المؤمن. وقد صدرت من رجال عظام وشخصيات مسيحيَّة عالميَّة عربيَّة وفرنسيَّة أمثال ماري كحيل ولويس ماسينيون، ورينيه فوايوم وموريس فيلين… وكلهم من كبار العاملين في حقل اللاهوت والحوار المسكوني“.
أضاف: “لم يقم نشاط روحي رسولي اجتماعي كنسي شبابي، مسكوني حواري، علماني، إلا وكان لبطرس كساب دور فيه، ودور قيادي، يتميز بالرؤية المسيحيَّة والفكر الثاقب، والتصميم العملي، والتنظيم الضامن للنجاح، والالتزام الثابت الكامل. فكان الرفيق الأكثر تأثيرا على حياة الكنيسة في مصر، في شقها العلماني“.
وقال: لقد صرح قائلا: “العمل الكاثوليكي هو كل حياتي، وقيل عنه بحق إنَّه رسول صعيد مصر، وهذا عنوان الكتاب الذي كتبه عنه الأرشمندريت موريس خوري، الذي توفق في إبراز شخصيَّة هذا الرسول العلماني العظيم، وأوصلنا من خلال ما كتبه عنه، إلى هذا اليوم الذي فيه نفتتح هذه الدعوى المباركة“.
وتابع “إن الحكم على قداسة بطرس كساب رسول صعيد مصر هو شأن كنسي يخضع لعمل دقيق لأجل سبر روحانيَّة وقداسة هذا المسيحي رسول الشباب ومثال العلماني المؤمن الملتزم بإيمانه وبقيم الإنجيل المقدس بمثالية نادرة. ولكنَّنا دون أن نستبق حكم الكنيسة، نقول مع صاحب المزامير: عجيب الله في قديسيه. ويمكننا أن نقول مع مريم عن هذا الرجل العظيم: إنَّ الرب صنع بي عظائم واسمه قدو”. نطلب شفاعتها وبركتها على هذه الدعوى التي نفتتحها اليوم في القاهرة في كاتدرائية القيامة للروم الملكيين الكاثوليك، ونفتخر أن تقدم كنائس اليوم في الشرق، وكنيستنا بالذات، قديسين عصريين، يتابعون مسيرة القداسة في الكنيسة، ويؤكدون على علامة الكنيسة: إنها كنيسة مقدسة! ولتكن قداسة القديسين في بلادنا، ومنهم مؤخرا مريم العربية، أو مريم يسوع المصلوب، والأم ألفونسين غطاس، وشربل ورفقا… لتكن مسيرة القديسين حافزا لنا لكي نحقِّق أجمل أحلام الإنسان المخلوق على صورة الله، وهو أن يكون قديسا، كما دعانا الرب يسوع قائلا: كونوا قديسين! كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل“.
وختم لحام: “لتكن هذه الدعوى لتقديس أخينا وابن بلدنا مصر الحبيبة بطرس كساب، ورسول الصعيد لتكن مباركة باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد“.
وفي مجال آخر، ترأس البطريرك لحام القداس الالهي يوم امس الاحد في كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك بالاسكندرية شاركه كل من المطران جورج بكر، والنائب لبطريركية القدس الشريف يوسف ذريعة، ونائب البطريرك في بيروت الأرشمندريت جان فرج، والأرشمندريت سمير سعادة وكهنة بحضور حشد كبير من المؤمنين. وشكل القداس، مناسبة احتفل فيها الشعب المؤمن باعلان قداسة مريم يسوع المصلوب.