تجمعت الحشود من شيكاغو ولوس أنجلس ومككالن وتكساس ليحظوا بلقاء مرئي مع البابا فرنسيس قبيل زيارته المقبلة الى الولايات المتحدة. بدأت المحادثة بتحية أرسلها البابا الى الولايات المتحدة ومن ثم تحدث اليه تلاميذ من مدرسة في شيكاغو وتشاركت معه فتاتان شهادة حياتهما وإحداهما أخبرته عن الإزعاج الذي كان يلحق بها أينما ذهبت بسبب مرض جلدي فتوجهت الى الموسيقى لتنمي نفسها فأجابها البابا باللغة الإنكليزية وسألها أن تغني له شيئًا مشجعاً إياها قائلا: “هل تسميحن لي أن أطلب منك أن تغني لي؟ هيا تشجعي!” فأنشدت لمريم العذراء. بناء على هذا استخدم البابا شجاعة الفتاة ليحث الشباب ليكونوا شجعاناً ويتقدموا من دون خوف فلا شيء أسوأ من شاب “متقاعد” من الحياة، فالله سيمنح الشجاعة إن طلبت بالصلاة.
أما من لوس أنجلس ومن مركز يساعد المشردين سأل شاب كان يمضي لياليه في النوم في الشارع البابا فرنسيس لم يعتبر أن رحلته الى أميركا مهمة بالنسبة اليه فأجاب الأب الأقدس أنه في خدمة كل الكنائس وكل ذوي الإرادة الصالحة والقرب من الجميع مهم بالنسبة اليه فهو يجد أنه من الصعب الابتعاد عن الناس. الى جانب ذلك تحدثت فتاة في ال11 من عمرها وكانت برفقة أمها وأختها الصغرى عن كيفية خجلها في العيش في ملجأ بينما العائلات الأخرى تملك منازل ضخمة فتابعت الأم أنها أم عزباء وتوجهت الى البابا قائلة أنها اقترفت بعض الأخطاء ولكنها تحاول أن تجعل بناتها يتعلمن من أخطائها فأجابها أنه ليس من السهل أن تكون امرأة عزباء ولكنها بالطبع امرأة شجاعة لأنها انجبت الفتيات فقد كانت تستطيع أن تجهضهن ولكنها احترمت نعمة الحياة والله سيكافئها على ذلك وسألها ألا تخجل بل أن ترفع رأسها وتقول: “لم أقتل ابنتي بل أنجبتهما الى العالم.” وختم قائلا لها أنا أهنئك وليباركك الرب.
أما من الحدود المكسيكية فحدث رجل الى البابا مخبراً إياه أنه لم يع ما يكون وضع اللاجئ الى أن تعرض والده لحادث سير وأصبح هو معيل العائلة في عمر ال16 سنة ولم يستطع الإنتساب الى الجامعة لأنه ليس مواطناً اميركيًّا لمدة معينة سائلا البابا عن حل لعالم تتواجد فيه الكثير من المشاكل. أجاب البابا أن في الحياة يوجد الكثير من الظلم ويسوع هو أول من عانى منه وسأل الحضور أن يتخذوا منه مثالاً دائماً لحياتهم.
بعد أن علم الأب الأقدس أن قاعة الكنيسة في الرعية هناك فتحت أبوابها لتستقبل اللاجئين الذين يعبرون الحدود بجهد الأأخت نورما بيمانتال سألها البابا أن تتقدم وشكرها على عملها وعلى كل ما تقوم به الراهبات في الولايات المتحدة، مهنئاً إياها وسألها أن تتابع على هذه الخطى.
أخيراً ختم البابا برسالة الى البلاد فقال: “أنا كلي رجاء في لقائكم جميعاً. سأصلي لكم ولكل الناس في الولايات المتحدة وأطلب منكم، أرجوكم أن تصلوا من أجلي. أشكركم.”
