سيتوجّه البابا فرنسيس الأسبوع المقبل إلى كوبا ليمضي ثلاثة أيام فيها قبل أن يتوجّه من بعدها إلى الولايات المتحدة وهذه الزيارة تأتي ضمن إطار تغييرات تشهدها الجزيرة ومن المتوقع أن يلعب البابا دور القيادة هناك. نعم، إنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها بابا بزيارة إلى كوبا. في العام 1998، وصل البابا يوحنا بولس الثاني إلى كوبا وكان واضحًا منذ البداية بأنّ الزيارة كانت تحمل هدفًا محددًا.
وقد قال البابا يوحنا بولس الثاني وقتئذٍ: “عسى أن تنفتح كوبا إلى العالم بكل إمكانياتها المذهلة وعسى أن ينفتح العالم أيضًا على كوبا” وكان فيدل كاسترو يقف إلى جانب البابا القديس عندما قال هذه الكلمات وفي الأيام التي تلت هذا الخطاب توافد الآلاف من الكوبيين لحضور القداس الإحتفالي مع البابا. وكان من بين الحاضرين أستاذ يعلّم اللغة الإنكليزية أشار بأنّ ميوله السياسية جلبت له المتاعب ولكنّه قال بإنه غالبًا ما يُجبَر الكوبيون على حضور خطابات سياسية إنما هذه المرة أتوا ليسمعوا البابا يوحنا بولس الثاني. وقال: “كل شخص أتى بإرادته الشخصية” مضيفًا بأنّ زيارة البابا كانت تعني لكوبا “أمل وحرية المعتقد”.
مرّ 17 عامًا على زيارة البابا القديس إنما لا يبدو أنّ كوبا قامت بتغيّرات ملحوظة. صحيح أنّ عيد الميلاد أصبح عطلة رسمية في كوبا وسمحت الحكومة بإعادة بناء بعض الكنائس وأصبحت السلطات الكنسية تُصدر نشراتها الخاصة. إنما كانت أهداف البابا في خلال تلك الزيارة أن يتمتّع المسيحيون بحرية التعليم الديني أو أن تحصل الكنيسة على إمكانية البث على الراديو أو التلفاز إلاّ أنّ أي منها لم يتحقق.
عام 1998، عندما زار يوحنا بولس الثاني كوبا، كان البابا فرنسيس لا يزال رئيس أساقفة بيونس آيرس، فأصدر كتابًا بعنوان “الحوار بين يوحنا بولس الثاني وفيدل كاسترو” وفيه أيّد الحوار مع حكومة كوبا كخطوة ضرورية من أجل إنهاء عزلتها.
في العام المنصرم، وُضع هذا المعتقد قيد التطبيق من خلال قيامه بمفاوضات بين حكومة أوباما والحكومة الكوبية واليوم سيقوم البابا فرنسيس بخطوة إضافية. وقال أوستن أيفرييت، كاتب“The Great Reformer”، قصة حياة البابا فرنسيس: “أظنّ أنه سيعكس موقف الكنيسة الكاثوليكية التي لطالما تمسّكت به حتى تنفتح كوبا فتحصل على مستقبل أفضل”.
في الواقع، إنّ الكاثوليكية لم تكن شهرتها على قدر توقعات قادة الكنيسة بالأخص بعد الزيارة الرسمية الأولى للبابا يوحنا بولس الثاني والزيارة الثانية للبابا بندكتس السادس عشر عام 2012. لم تكن السلطات الكوبية على استعداد للتنازل عن السلطة كثيرًا للكنيسة باعتبارها مؤسسة خارجة عن سيطرتهم. واليوم ماذا سيحصل بعد زيارة البابا فرنسيس بالأخص أنّ راوول كاسترو يبدو أكثر انفتاحًا من سلفه؟