Holy See

ZENIT

ندوة في عَمَّان بعنوان " الفاتيكان والقدس"

نظمها منتدى بيت المقدس

Share this Entry

عُقِدت في العاصمة الأردنية عَمَّان ندوة بعنوان ” الفاتيكان والقدس” نظمها منتدى بيت المقدس وذلك يوم الأربعاء الموافق 9-6-2015 تحدث فيها الأب الدكتور بسام شحاتيت والكاتب الباحث حنا ميخائيل سلامة والمهندس علي حتر، وأدار الجلسة المهندس ايميل الغوري. وقد تم التطرق فيها لتاريخ المدينة الروحي ومواقف الفاتيكان وأصحاب القداسة من أجل القدس وأهلها وعدة موضوعات ذات أهمية بالغة  تصبّ في مِحور عنوان الندوة.

        وقد عرض الأب د. بسام شحاتيت في كلمته موقف الكنيسة الكاثوليكية من القدس من خلال لمحة تاريخية غطَّت المراحل الزمنية التي مرت بها المدينة من القرن الأول للميلاد ولنهاية القرن العشرين، حيث شدَّد على أن كنيسة القدس هي أمّ الكنائس وفيها تأسست الجماعة المسيحية الأولى، ومنها ابتدأت مسيرتها  وانطلقت تحمل رسالة المحبة والخلاص إلى أرجاء الدنيا، كما يذكر الكتاب المقدس بالإضافة لشهادة التاريخ عبر العصور. وقد أصبحت مكاناً للحج المسيحي من كل أنحاء العالم. ثم بيَّن موقف الكنيسة الكاثوليكية من الحركة البروتستانتية الصهيونية غير المسيحيَّة التي تُسَيِّس تفسير الكتاب المقدس وِفقاً للمصالح، وقد بيَّن الأب شحاتيت دور المسيحيين العرب في  تأويل وتفسير الآيات من منطلق روحي وطني موضوعي على ضوء العهد الجديد. كما وأشار إلى دورهم الفكري والعلمي والعروبي في الحضارة العربية وفي المجالات المختلفة وأن جذورهم مغروسة في تراب المنطقة ومتأصلة فيها .

       ومن النقاط المهمة التي تطرق إليها الأب شحاتيت العلاقة بين الفاتيكان والقدس في العصر الحديث وجهود الفاتيكان ليتحقق للفلسطينيين دولتهم المستقلة منوهاً بأهمية الاتفاق التاريخي الذي وقع بين الكرسي الرسولي وبين الرئيس عباس مؤخراً. وفي الختام عالج نظرة الغرب للقضية الفلسطينية والتصور الأمثل للوضع النهائي للقدس، الذي يرتكز على أن مبدأ العدالة هو الشرط  والأساس للسلام الحقيقي .

 

      وقد تناول الباحث حنا ميخائيل سلامة في كلمته مكانة الفاتيكان والكرسي الرسولي الرفيعة على الساحة الدولية، بالإضافة إلى ان الفاتيكان يمثل المركز الروحي الرئيس للكاثوليك في جميع أنحاء العالم. ثم أوضح معنى الدبلوماسية البابوية التي هي أداة فعَّالة تهدف لتحقيق العدالة والسلام والأمن للبشرية. وان قوتها غير مستمدة من منطق القوة فالفاتيكان لا يملك سلاحاً ولا جيشاً، بل من منطق الحوار والتفاهم وإشاعة المحبة والوقوف إلى جانب الحق والعدل وكل ما يتعلق بكرامة الإنسان وحقوقه وحريته وخيره. واستشهد بفقرة من كلمة لقداسة البابا بندكتوس السادس عشر جاء فيها” إننا لسنا قوة سياسية ، بل قوة روحية وهذه القوة الروحية هي واقع قادر على الإسهام في نمو مسيرة السلام “واستعرض الباحث سلامة زيارات أصحاب القداسة للأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل وسلط الضَّوء على تطلعاتهم بأمنٍ شاملٍ وسلامٍ تامٍ دائم للقدس  .وأشار إلى أنها  حاضرة في وجدانهم ومستشهداً بعدة فقرات من خِطَبِهم وتصريحاتهم ، ومنها ما جاء على لسان قداسة البابا بندكتوس السادس عشر” إن اليهود والمسيحيين والمسلمين يعتبرون هذه المدينة وطنَهم الروحي، وكم هناك حاجة لجعلها حقاً مدينة السلام لكل الشعوب حيث يستطيع الجميع أن يأتون في زيارة حج بحثاً عن الله وللإصغاء إلى صوته، صوت يتكلم بالسلام”..

 وعرج في نهاية كلمته على علاقة الأردن بالفاتيكان وتطابق الرؤى والجهود من أجل المدينة المقدسة وأهلها،  كما وأوضح المسؤولية التاريخية والدينية التي يتحملها الأردن بأمانة تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية والدعم المتواصل السَّخي لرعايتها وترميمها وحراستها ولصمود المقدسيين على أرضهم .

         وشدد المهندس علي حتر على أن القدس هي وطن للفلسطيني العربي قبل أن تكون مركزاً  للحج ومتحفاً وحجارة ميتة، وعرض دور العرب المسيحيين والمسلمين في الدفاع عن القدس والنضال والتمسك بها كعاصمة للدولة الفلسطينية. كما روى تجربته وحياته منذ الطفولة في القدس.

        وبعد الكلمات فُتح المجال للأسئلة حيث أجاب المحاضرون عليها بما في ذلك تبديد بعض المفاهيم السائدة التي تُسيء لمواقف الفاتيكان المُشرِّفة ويتناولها بعض العامة دون وجه حق ودون الاتكاء على البراهين والمنطق. وكان أدار الندوة التي استهلها رئيس المنتدى المهندس ماهر النمري مرحباً وشارحاً أهداف المنتدى التي من أهمها اقامة مثل هذه الحوارات واللقاءت الثقافية والوطنية، المهندس ايميل الغوري الذي قدم المُحاضِرين وأضاء جوانب على المناقشات التي جرت .

 

الأب د. بسام شحايتت

النائب الأسقفي العام

مطرانية الروم الكاثوليك

عمان – الأردن 

Share this Entry

الأب د. بسام شحاتيت

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير