“الكنيسة هي أم وليست منظمة “قاسية” تصبح في النهاية يتيمة” هذا ما قاله اليوم البابا فرنسيس أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا بحضور الكرادلة التسعة الذين يجتمعون هذا الأسبوع في الفاتيكان.
وقال البابا بإنّ الكنيسة هي أمّ وعليها أن تتحلّى بهذا الشعور الأمومي والحنون واللطف الإنساني وإلاّ فكلّ ما سيبقى فيها هو القساوة والتطبيق الحرفي للقوانين. استوحى البابا اليوم عظته من كلمات يسوع التي توجّه بها إلى مريم عند أقدام الصليب بحسب ما يروي القديس الحبيب يوحنا. وشدد على أنّ يسوع لا يتركنا يتامى بل ترك لنا أمًا تحمينا.
يسوع لم يتركنا يتامى
“في هذه الأوقات التي لا أعلم إن كان هذا المعنى الرائج إنما يوجد معنى سائد في العالم وهو اليتم، إنه عالم يتيم. إنّ لهذه الكلمة أهمية كبيرة بحيث إنّ يسوع يقول لنا: “أنا لا أدعكم يتامى، بل أنا أعطيكم أمًا”. وهذه مدعاة فخر لنا: لدينا أم، أم هي معنا، تحمينا، ترافقنا، تساعدنا حتى في أحلك الظروف وأكثرها صعوبة”.
وفسّر البابا بأنّ أمومة مريم هي أبعد منها وهي تعدي. ومنها، تنبثق أمومة أخرى وهي أمومة الكنيسة.
من دون أمومة، لا شيء سوى القساوة والتطبيق الحرفي للقوانين
“الكنيسة هي أمنا. إنها “أمنا الكنيسة المقدسة” التي تولد من رحم العماد، وتجعلنا ننمو في حضن جماعتها وتملك موقف الأمومة: إنّ أمنا مريم وأمنا الكنيسة تعرفان كيف تحضنان أولادهما وتظهر لهم الحنان. وأن نفكّر في الكنيسة بعيدًا عن هذا الشعور الأمومي هو أشبه بالتفكير في منظمة تفتقر إلى الدفء الإنساني أي بمعنى آخر هي يتيمة. إنما الكنيسة هي أم وهي تقبلنا كلّنا كأم”.
ثم ختم البابا عظته قائلاً: “حيث توجد الأمومة، نجد معها الفرح والسلام وننمو بسلام. إنما عندما تغيب هذه الأمومة لا نجد سوى القساوة والتطبيق الحرفي للقوانين الذي لا يعرف الابتسام” سائلاً الرب أن يجعلنا نسمع كلماه اليوم أيضًا التي يوجّهها لكل واحد منا: “يا بنيّ، هذه أمك”.