أجرت إحدى المحطات الإذاعية الأرجنتينية، المعروفة باسم “راديو ميلينيوم” مقابلة مع البابا فرنسيس حاوره خلالها صحفي إنجيلي بروتستنتي يُدعى مارسيلو فيغيروا وهو من أصدقاء البابا برغوليو الشخصيين. تمحور الحديث الإذاعي حول قضايا عدة من بينها الصداقة، التلافي، الحوار والاعتناء بالخليقة ولفت خلاله البابا إلى المعنى الحقيقي للصداقة أي عندما يرافق الصديق حياة صديقه في كل مراحلها، مشيرا إلى أن الصداقات الحقيقية تولد بطريقة عفوية.
أكد البابا فرنسيس أن موقف الله حيال شعبه هو مفعم بالعطف الأبوي وبالصداقة أيضا، مذكرا بكلمات يسوع إلى تلاميذه في العشاء الأخير عندما قال لهم إنه يدعوهم أصدقاءه لا خدامه. ومن هذا المنطلق اعتبر البابا أنه يتعين علينا اليوم أن نترك يسوع يدعونا أصدقاءه، وهكذا نصبح قادرين على فتح قلوبنا على حوار الصداقة. ولم تخل كلمات البابا من الإشارة إلى أهمية التلاقي والحوار والصداقة بين أتباع مختلف الطوائف الدينية، ورأى أنه إزاء ثقافة العداوة، لا بد أن نعمل من أجل ثقافة التلاقي، أي في سبيل الأخوة، وأن نترك الحكم لله. كما وجّه أصابع الاتهام إلى الأصوليين الذين يتسببون بالدمار والخراب لأنهم أمناء لفكرة معينة ولا لواقع ما واعتبر أن هذا الأمر يؤدي إلى بناء الجدران ويحول دون تحقيق التلاقي.
وفي رد على سؤال حول لقاءاته العديدة من وفود المؤمنين، قال البابا إنه يشعر بالحاجة إلى الاقتراب منهم مشيرا إلى أنه يشعر بمعانقة يسوع عندما يلتقي بالناس. وأكد أنه هو أيضا يحتاج إلى المؤمنين الذين يقدمون له هبة كبيرة ألا وهي حياتهم. وشدد على ضرورة ألا ينعزل الكاهن عن الآخرين وأن يكون بمثابة جسر، وهذا المبدأ ينطبق أيضا على الأساقفة وعلى البابا. ولفت بعدها إلى أنه يشعر بأنه كاهن وهذا يأتيه بشكل عفوي وتلقائي وإلا لكان مجرد موظف في الكنيسة. كما أكد أنه يتعيّن على الراعي المدعو إلى الاعتناء بالخراف أن يواجه أنانيته كي يتمكن من البقاء وسط شعب الرب.
هذا وفي سياق حديثه عن رسالته العامة الأخيرة حول البيئة “كن مسبحا” قال البابا إننا نسيء معاملة الخليقة اليوم … إننا لسنا أصدقاء الخلق بل على العكس نعامله أحيانا كعدونا اللدود. لذا من الأهمية بمكان ـ ختم البابا فرنسيس يقول ـ أن ندرك هذا الواقع ونواجه النظام المهيمن الآن والذي وضع المال في المحور محل الإنسان، وأدى إلى عبودية العمل وعدم الاعتناء بالخلق وأغفل بهذه الطريقة ملك الخلق أيضا.