منذ فترة، دعا جمهوريو الكونغرس الأميركي البابا بندكتس السادس عشر لإلقاء خطاب في مقرّهم، وكم يتمنّون الآن أن يبطلوا مفعول هذه الدعوة بما أنّ البابا فرنسيس “المتحرّر” يستعدّ لزيارة واشنطن في 24 أيلول المقبل! وبما أنّ آراء الناس متفاوتة مؤخراً مع توارد أخبار عن الغفران لمن أجهضن وأخبار عن مسامحة المطلّقين بالتزامن مع مسألة إبطال الزواج، يجد المحافظون أنفسهم يتأرجحون بين “من أنا لأدين؟” وبين إمكانية وصول الملحدين إلى الجنّة، بحسب ما ورد في مقال جانيت ألون على موقع salon.com الإلكتروني. لكن ما السبب خلف هذا؟ فلنراجع معاً بعض الأمور “الجذرية” التي قالها وفعلها الأب الأقدس، وقد تسبّبت بفوران دم المحافظين.
التغيّر المناخي
سدّت الرسالة الحبرية الأخيرة الهوّة بين العلوم والدين عندما أملت على كاثوليك العالم الواجب الأخلاقي القاضي بإنقاذ الأرض من الدمار الذي ألحقه البشر بها. وقد أصبح موضوع تغيّر المناخ الأكثر إثارة للنزاع في أميركا، ممّا يشير إلى أنّ البابا على الطريق الصحيح.
غفران خطيئة الإجهاض
لم يقل البابا يوماً إنّ الإجهاض ليس خطيئة مميتة، لكنّه فعل ما لم يفعله أيّ بابا آخر عندما أعلن عن سنة الرحمة، التي سيتمّ خلالها حلّ النساء اللواتي لجأن إلى الإجهاض من خطيئتهنّ، ممّا لم يعجب معارضي الإجهاض، ومعه المسامحة.
الرأسمالية المحرّرة هي “روث الشيطان”
خلال زيارته إلى بوليفيا في تموز الماضي، شجب الأب الأقدس “الاستعمار الجديد” الذي تفرض عبره البلدان الغنيّة والمصارف الدولية برامج تقشّف على البلدان النامية. وأكّد البابا أنّ الفقراء يتمتّعون بحقوق مقدّسة تتجسّد بالعمل والمسكن والأرض، داعياً إلى الكفّ عن تدمير الأخيرة. وهنا، غنيّ عن القول إنّ المحافظين لم يأبهوا لنعت البابا الرأسمالية بروث الشيطان.
رفض الأب الأقدس لمبدأ الخلق
بحسب البابا فرنسيس، يمكن للمرء أن يكون كاثوليكياً مؤمناً وأن يسعى إلى التطوّر، لأنّ هذا لا يتنافى ووجود الخالق، خاصة وأنّ البعض قد يتخيّلون أنّ الرب كان ساحراً يحمل عصا سحرية، لدى قراءتهم سفر التكوين.
تسهيل بطلان الزيجات وتخفيض كلفته
هذا التغيير الطفيف الذي أعلن عنه الفاتيكان بتاريخ 8 أيلول الماضي أشار إلى كمّ هائل من المسامحة، وإلى الاعتراف بأنّ العائلات قد تغيّرت، بدل العيش لما تبقّى من العمر باليأس أو بالخطيئة. ويبقى هذا أخفّ وطأة بعد من السماح للمطلّقين بالتقدّم من المناولة!