أسّسا جماعة العمانوئيل في رواندا عام 1990، هما معروفان في المحيط الثقافي الرواندي في تلك الآونة وأنشآ مركز استقبال للأطفال المشردين… يوم زار البابا يوحنا بولس الثاني رواندا في العام 1990، أعلن وقتئذٍ بأنه يودّ لو يعلن قداسة ثنائي من رواندا. أمنية هذا البابا القديس ربما ستحقق عما قريب! في الواقع إنّ رئيس أساقفة كيغالي المونسنيور تادي نتيهيوروا سيفتح رسميًا دعوى تقديس سيبريانوس ودافروز روغامبا في كاتدرائية القديس ميخائيل في العاصمة الرواندية بحسب ما أفاد موقع la-croix.com.
إذا ما اطّلعنا على صفحات النشرة التي تصدر عن العمانوئيل، سنقرأ: “إنّ شهرة هذين الزوجين التي انتشرت في العالم دفعت بجماعة العمانوئيل إلى طلب فتح دعوى تقديسهما”. من هما هذان الزوجان؟ تعود هذه القصة إلى عشرين عامًا يوم وقعت المجزرة في البلاد وأودت بحياة 800 ألف شخص وحيث لم تُضمَّد الجروح حتى اليوم. قُتِل سيبريانوس ودافروز روغامبا في اليوم الأول من المجزرة وحدد فرانسوا كزافييه نغارامبي بأنّ الدعوى “لن تُفتح لأنهما استشهدا بل من أجل بطولة فضائلهما”. فلطالما كانا مصدر إلهام للكثيرين ومحبوبين من الجميع. أسسا جماعة العمانوئيل وبعد مضي أربع سنوات على تأسيسها ضمّت مئات الأعضاء وها هو يصل عددها حتى يوم أمس إلى الألف شخص.
في بداية زواجهما، فقد سيبريانوس إيمانه في السنوات الأولى على دخوله الإكليريكية لينتقل فيما بعد إلى عالم الموسيقى والغناء والرقص. أما دافروز فكانت تنتمي إلى القرية نفسها التي كان ينتمي إليها زوجها وكانت تمارس مهنة التعليم. في السنوات الأولى من زواجهما واجه الزوجان صعوبات كثيرة وكانت دافروز ترجو الله أن يهتدي زوجها. وما لبث أن “عاد إلى أحضان المسيح” في دير كيهيبو عام 1982 وأحدث اهتداؤه ضجة كبيرة في تلك الفترة إذ كان جد معروف.
ومنذ ذلك الحين تحوّلت حياة الزوجين وفاض حبهما لبعض والتزما منذ ذلك الحين إيمانًا بهما أنّ المسيح شفى عائلتهما، بتبشير المتزوجين الأفارقة. كانا يرفضان الانتساب إلى أي حزب ولم يكفّ سبريانوس يومًا عن القول بأنه من “حزب المسيح” ولم يتوانَ عن إعلان البشرى السارة للجميع حتى تم الاعتداء عليهما مع أولادهما الستة بينما كانت العائلة تسجد للقربان المقدس مستسلمين إلى العناية الإلهية حتى اللقاء وجهًا لوجه بخالقهما.