قال بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال: “منذ إعادة تأسيس البطريركية اللاتينية في عام 1848، كان العمل الخيري، وتطوير المجتمعات، وتربية وتعليم المواطنين من أولويات البطريركية، فبنيت المدارس قبل الكنائس، ودعمت قدوم العديد من الجمعيات الرهبانية المتخصصة في التعليم لتأسيس مدارس لها في المملكة، في الريف والقرى حيث لا يوجد مدارس حكومية، لإيماننا أن رسالتنا هي الإنسان ورفع مكانته، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو الخلفية الاجتماعية. فلكل إنسان حق في التعليم، وللتعليم الدور الأهم في رفعة الأمة وتقدمها”.
وأضاف في رعايته لحفل تخريج الفوج الأول من الجامعة الأمريكية في مادبا، والتابعة للبطريركية اللاتينية: “إن رسالة الجامعة أن تدمج بين العلم والمبادئ الأخلاقية، والحفاظ على البيئة، والقيم الدينية التي ترقى بالإنسان إلى الأعلى، ليستمر في البناء والعطاء بعيداً عن الهدم والدمار، ليعيش على هذه الأرض مكرماً عزيزاً، وليس مهاناً ذليلاً مشرداً”.
وشكر بطريرك القدس للاتين القيادة الهاشمية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي شرّف الجامعة برعاية حفل التدشين في ايار من عام 2013، وكذلك شكر البابا بندكتس السادس عشر لوضعه حجر الأساس في ايار من عام 2009.
وكان حفل التخريج الذي جرى ليلة أمس الجمعة، في قصر الثقافة، بمدينة الحسين للشباب في عمّان، قد ابتدأ بدعاء تلاه المطران مارون لحّام، داعياً المولى عزّ وجلّ أن يبارك جلالة الملك عبدالله الثاني والقائمين على هذا الوطن ليديم عليه نعمة الأمن والأمان. كما تضمن الدعاء مباركة الصروح العلمية والتربوية والأخلاقية فيتمكن روادها الشباب من أن يكونوا بناة للأردن الجديد، أردن المستقبل.
أما رئيس مجلس أمناء الجامعة دولة الدكتور معروف البخيت فقال إن الجامعة الأمريكية هي غير ربحية والأولى من نوعها في هذه المنطقة، لأنها تّذكر برسالة التعليم النبيلة التي تسعى لتقديم جودة تعليمية عالية وتزويد السوق المحلية بأفضل الأيدي الماهرة.
وقدّم رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور جورج حزبون تحية وتقديراً إلى كل من أسهم في تأسيس الجامعة وإيصالها إلى لحظات التخريج الأولى، خاصاً بالذكر المطران المتقاعد سليم الصائغ، وركّز على أهمية الشعار الذي تدعو إليه الجامعة، وهو أن تكون خادمة للحكمة والعلم.
أما السيناتور الأمريكي لولاية نيوهامشير لويس أليساندرو فأعرب عن تمنياته للجامعة والخريجين بأن يكملوا مشوار التقدم والإرتقاء بالعلم عن طريق إتبّاع المحبة التي تنشر السلام وتوصل إلى هدف أسمى ألا وهو السعادة في البيت والمجتمع، والفضاء الإنساني بأكمله.
وشارك في الحفل عدد من الرسميين المدنيين والدينيين، من مختلف الدول العربية، ومن الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أهالي الخريجين. وتليت كلمات باسم الخريجين القادمين من 31 دولة، ألقتها كل من الطالبتين بترا أبو تايه وناديا ناظم. وعرض المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام فيلماً وثائقياً بين فيه مراحل تأسيس الجامعة، كما قدّمت فرقة الأكاديمية الأردنية للموسيقى عدة فقرات فنية، ومن بعدها سلّم راعي الحفل الشهادات على الخريجين والخريجات الذين بلغ عددهم ثمانين طالباً وطالبة.