أشاد البابا فرنسيس في أثناء صلاة الغروب يوم أمس بكل الأشخاص الذين يرفضهم المجتمع مثل ذوي الاحتياجات الخاصة وكان يرافقه الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات في كوبا. وأشار إلى أنّه عندما يعلم الأهل بأنّ ولدهم يعاني من إعاقة ما “يُعاد الجنين” من حيث أتى ولا يُعطى فرصة للولادة.
ترك البابا خطابه المحضّر جانبًا ليتحدّث عن موضوع الفقر وكل من يرفضهم المجتمع كاستجابة لشهادة راهبة شابة لمست حضور الله في أثناء عملها مع المعوّقين جسديًا أو عقليًا. وأتى أيضًا كرد على كلام رئيس أساقفة هافانا الذي تحدّث أيضًا عن الفقر في كوبا مشيرًا إلى أنّ الكنيسة فقيرة في مواردها وبأنّ من يخدم في الكنيسة يعيش يومياته بفقر. عبّر الكاردينال عن رغبته بأنّ يشجّعهم مثال البابا حتى يحضنوا هذا الفقر ويُلهموا مبشّرين آخرين حتى ينضمّوا إليهم في هذه المهمّة الفرِحة من التبشير.
وتحدّث الأب الأقدس عن الرجل الغني المذكور في الإنجيل حتى يشجّع الكهنة والرهبان فيكونوا فقراء في قلوبهم وذكّر كيف أنّ المسيح أخلى ذاته ولم يعتبر مساواته لله غنيمة، قائلاً: “إنّ روح العالم لا يحبّ مسيرة إبن الله. أظنّ أنّ ما قاله القديس أغسطينوس يمكن أن يساعدنا في هذا المجال حين قال بإنّ الفقر هو جدار وأم الحياة المكرّسة” مضيفًا: “إنه أمّ لأنه يولّد ثقة أكبر في الله. وهو جدار لأنه يحمينا من الدنيوية”.
وأكّد البابا: “عندما يبحث أحد ما ويفضّل الأكثر صغرًا والأكثر إهمالاً ومرضًا، ومن لا يعيره أحد اهتمامًا، ومن لا يحبّه أحد، الأصغر من بين جميع الناس ويخدم الأصغر فهو يخدم يسوع بطريقة فائقة”. وقال مشيرًا إلى الراهبة التي خدمت في بيت الرحمة “حيث يكون حنان الله ورحمته أكثر ملموسين. عندما يصبح حنان الله ورحمته عناقًا”.
ثم أشاد البابا بالمكرّسين الذين يخدمون في هذا المجال قائلاً: “كم من المكرّسين والمكرّسات يصرفون حياتهم – وأكرّر يصرفون – حياتهم معانقين “القمامة”، يعانقون من رذلهم العالم، من احتقرهم العالم، من يتمنّى العالم لو لم يتواجدوا أصلاً. أولئك الذين مع الأساليب والتحليلات الجديدة يتوقّعون أنهم سيأتوا إلى هذا العالم فيقترحون “إعادتهم من حيث أتوا” حتى قبل أن يولدوا. الأصغر”.
وتابع البابا: “أن يصرف الإنسان حياته بهذا الشكل على أشخاص رذلهم العالم يذكّرنا بشخص واحد وهو يسوع المسيح الذي أخلى ذاته من أجلنا لشدّة رحمة الله. إنّ هؤلاء الأشخاص الذين كرّستَ حياتك من أجلهم يمثّلون يسوع، ليس لأنهم أرادوا ذلك بل لأنّ العالم عاملهم هكذا. لأنهم بنظر العالم لا شيء”.
ثم توجّه البابا في الختام إلى الكهنة الذين يمكن أن يقولوا ولكن “لا يهمّني أمر هؤلاء الأشخاص فأنا أخدم في رعية فقال لأنهم بإنهم يمكنهم أن يجدوا “الأصغر” في كرسي الاعتراف قائلاً: “أرجوكم أيها الكهنة، لا تتعبوا من منح الغفران. إغفروا. لا تتعبوا من منح الغفران. تمثّلوا بيسوع”.
***
نقلته إلى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية