في مركز فيليكس فاريلا الثقافي ألقى البابا كلمة مقتضبة يوم أمس شجع فيها على الحوار ووضع الإصبع على موضوع البطالة مشبهاً إياه بمهزلة الموت الرحيم الذب يقطع الأمل أمام الشباب ويقودهم نحو الانتحار. إليكم في ما يلي أبرز ما دار بين البابا والشباب الكوبي في هذا اللقاء.
***
استهل البابا كلمته مرحباً بالجميع ومشدداً على أن الحوار يعطي الأمل ويعزز ثقافة اللقاء، هذا ما تحدث به الأب الأقدس أمام الشباب الكوبي الذي يستقل الحافلة للذهاب الى الجامعة ولديه حياة مليئة بالمشاكل تلك المشاكل التي بحسب ما أعلنه شاب من الحاضرين، قد تقود الإنسان أحياناً ليخسر إيمانه، ولكنه أضاف أن الشباب علموا كيف يتغلبون على هذه الصعوبات على الرغم من الحالية الإقتصادية الاجتماعية الصعبة التي يعيشونها بسبب الحظر التي تفرضه الولايات المتحدة على البلاد والتي تثقل كاهل جيل بأكمله بما يختص بالوضع الاقتصادي.
اجتمع هؤلاء الشباب أمام البابا وهم من أديان مختلفة ويؤمنون بمعتقدات مختلفة وحتى يوجد بينهم من غير المؤمنين ولكن ما يجمعهم وفوق كل هذه الاختلافات الرجاء بمستقبل متغيّر بعمق يمكن لكوبا أن تصبح من خلاله بلداً لكل أبنائها. أتت إجابة البابا كرد على ما سمعه من الشباب فقال لهم أن يتشجعوا ويستمروا بالحلم حتى لو أنهم لا يفكرون بالطريقة عينها يريدهم الأب الأقدس أن يسيروا معاً بحثاً عن رجاء البلاد ومستقبلها.
تابع البابا حديثة مستعيناً بعبارة لاتينية-أميريكية فقال: “أعطانا الله عينين الأولى من لحم والثانية من زجاج، بالأولى نرى ما ننظر اليه وبالثانية نرى ما نصبو إليه.” هذا وأكمل الأب الاٌقدس مشيراً الى مشكلة البطالة المنتشرة في أوروبا حيث يعاني ما بين 40 و47% من الشباب البالغين 25 سنة من البطالة وبنظره الحكومة التي لا تحاول تأمين العمل لشبابها للأسف، لا مستقبل لها.
الى جانب ذلك وصف الأب الأقدس البطالة بالموت الرحيم لأن ثقافة اليوم مبنية على مملكة إله المال التي تفضل ألا يعمل الشباب فيها لأن كبار السن يجنون أموالاً أقل. الى جانب ذلك تحدث البابا عن مرض آخر مستشر بين الناس وهو العداوة الاجتماعية فالعائلة حتى تدمر بالعداوة والعالم يدمر بالحرب وهناك انقسامات في كل مكان والانقسامات تعني الموت وليس الموت الجسدي فحسب بل الموت الروحي لأن الناس يقتلون القدرة على الاتحاد.
في وجه هذه العداوة شجع البابا على الحوار ولكن الحوار السلمي لإيجاد النقاط الموحدة بين الجميع فالناس منقسمة لأن الحوار غائب ولأن كل شخص يتمسك بوجه نظره ولا يصغي الى الآخر. أعطى البابا هنا مثلا عن حادث حصل معه في بوينس أيريس حين طلب منه أسقف الراعية أن يقابل بعض الشبان الذين يعملون من أجل إعمار الرعية فتوجه اليهم ليجد أن المهندس يهودي ومن بينهم شخص شيوعي وآخر كاثوليكي هم مختلفون ولكنهم يعملون معاً من أجل الخير العام، هذه المحبة على حد قول البابا هي اجتماعية تتكون من اجل البحث عن الخير العام.
اختصر البابا ما قاله بنقاط وهي: “أخدموا بقلب مفتوح ولا تشدوا على ما يفرقكم، تشجعوا وتحدثوا حول ما تتشاركونه ومن ثم عما تختلفون به، تحاوروا ولا تتضاربوا، لا تنغلقوا في جماعات صغيرة بل اعملوا معاً.” حث البابا الجميع على الحلم، أن يحلموا بتحقيق كل هذه الامور وللتوصل للحوار والسلام، فمن لا يحلم هو سجين فهناك شبان في ال20 قد تقاعدوا أساساً لأنهم من دون امل وحياتهم تعيسة مؤسسة على الهزيمة والهروب من الواقع.
***
نقلته من الإيطالية الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية