يطيب للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في المملكة أن يرفع أصدق مشاعر التهنئة والتبريك إلى مقام صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، والى ولي عهده الامير الحسين بن عبدالله، والى الأسرة الأردنية الواحدة والأخوة والأخوات المسلمين في العالم وبالأخص في الوطن العربي.
يأتي هذا العيد في ظروف مشتعلة اقليمياً وما تزال كرامة الانسان مهدورة والإنسان العربي مهجراً من بعض الدول المجاورة. لذلك فإن المركز وفيما يكرّر تهنئته ليرفع كذلك التهنئة إلى كل الأشقاء الذين ضاقت بهم الأرض، وها هم يقرعون أبواب السفارات والحدود بحثاً عن ملاذ آمن، آملين من الرب أن يعيد هذا العيد العام المقبل وقد تحسنت أحوال الأخوة المهجرين وأوضاع عائلاتهم وبالأخص الاطفال والمسنين.
وبهذا العيد كذلك، فإن المركز وفيما يكرّر شجبه للانتهاكات الاسرائيلية للمسجد الأقصى والحرم الشريف، فإنه ينقل ما جاء في بيان رؤساء الكنائس المسيحية في القدس:”نؤكد على أنّ لأخوتنا المسلمين الحق، كل الحق، في الوصول الى المسجد الاقصى المبارك والصلاة فيه. كما نؤكد على الاهمية الكبرى لوصاية جلالة الملك والمملكة الأردنية الهاشمية في المسجد الأقصى والمقدّسات الأخرى في مدينة القدس وسائر الأراضي المقدّسة. وفي هذا الوقت نقول: أنّ أماكن العبادة جميعها بحاجة إلى سهر وحماية مستمرين، لتأمين الوصول اليها حسب الوضع الراهن السائد لأتباع الأديان الابراهيمية الثلاثة”.
ويطيب للمركز في هذه المناسبة العطرة، أن يؤكد على أنّ الوحدة الوطنية هي كنزنا الأكبر في هذا الوطن، وكلنا خلف قائد هذه البلاد جلالة الملك المعظم في تعزيز ما لدينا من مبادرات عالمية ومنجزات وطنية، كانت وما تزال مصدر فخرنا، ومثالاً لدول الجوار لا بل والعالم أجمع، مثل رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء وأسبوع الوئام بين الأديان، ومؤتمر التحديات التي تواجه العرب المسيحيين. إن تلك المبادرات وغيرها وبالأخص مبادرة سموّ ولي العهد في حث الشباب على الانخراط في تعزيز السلام الداخلي والإسهام في السلام العالمي، تقودنا في هذا الوطن إلى تمتين خطابات المحبة، بعيدا عن خطابات الكراهية والانغلاق، بل بروح التعاون والمساواة والمواطنة الصالحة التي يكفلها الدستور وتُعززها القيادة الحكيمة ويعيشها الشعب الأردني الواعي.
انّ عيد الاضحى هو عيد المحبة والتكافل بامتياز، وإننا لنحيي كل الجهود التي يبذلها الافراد والمؤسسات لإطعام الفقراء والمحتاجين، من مواطنين اصليين أو أشقاء وافدين. كل عام والأردن بألف خير ووئام، كل عام وسيد البلاد بخير، كل عام والأسرة الأردنية واحدة متحابة متضامنة نسيجاً واحداً.