ترأس رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش قداساً احتفالياً في كنيسة دير القديسة تقلا عين الجوزة لمناسبة عيد القديسة تقلا، عاونه فيه رئيس الدير الأرشمندريت عبدالله حميدية والآباء طوني الفحل واومير عبيدي ، وحضره جمهور غفير من المؤمنين من مختلف قرى البقاع الغربي.
بعد الإنجيل المقدس القى درويش عظة تطرق فيها لأهمية هذه القديسة التي سكنت في منطقتنا ومما قال :” اعايدكم بعيد الشهيدة القديسة تقلا المعادلة للرسل وارحب بكم جميعاً.
احيي النائب الأسقفي العام في هذه المنطقة الأرشمندريت نبيه صافي، واحيي رئيس الدير الأرشمندريت عبدالله حميدية والقيم على املاك الدير الأب الحبيب سالم فرح الذي لا يغرف الكلل، كما احيي تخوتنا الراهبات. انتم محظوظون في البقاع الغربي، لديكم كهنة نشيطون ولديكم راهبات، من مشغرة الى عيتنيت الى باب مارع الى صغبين الى كفريا، نشكر الله على كهنة دير عين الجوزة الذين حولوا المنطقة الى خلية نحل. اباء دير عين الجوزة ليسوا فقط رجال صلاة، اعرف انهم يصلون ويقومون بكل الفروض المطلوبة من الرهبان يومياً، ولكنهم ايضاً رجال عمل سواء في الحقل او في النفوس ومع الشبيبة والأطفال والمسنين، نشكر الله ان هذه المنطقة تعيش حياة جديدة وانجلة جديدة والفضل يعود الى قادة هذه المنطقة الروحيين.”
وأضاف ” الكنيسة منذ زمن تهتم بمنطقة البقاع الغربي، وانا شخصياً اكن لهذه المنطقة محبة خاصة، وقد بدأنا بترميم عدة كنائس. انهينا اليوم ترميم كنيسة القديس جاورجيوس في عيتنيت، وانشاءالله سنعيد افتتاحها يوم السبت في 26 ايلول الحالي والكل مدعو للمشاركة في هذه الرتبة الجميلة، وجاءت هذه الكنيسة من اجمل كنائسنا في لبنان لأنها تعود الى منتصف القرن السابع عشر، كنيسة اثرية وتاريخية، وبدأنا مع الأرشمندريت نبيه صافي بإعادة تأهيل كنيسة باب مارع وبدأنا مشروعاً في خربة قنافار وسنبدأ قريباً في اعادة تأهيل كنيسة تل دنوب وانشاءالله يكون لدينا كل سنة مشروع في منطقة، وهدفنا واحد أن نكون معكم اولاً وأن نجذّر المسيحيين في هذه المنطقة لأنها ارضنا وارضكم ، ارض اباءكم واجدادكم وانشاءالله تكون ارض اولادكم واحفادكم، ونريد ان نشجع كل المغتربين وكل المقيمين في بيروت ان يعودوا الى هذه الأرض الطيبة والخصبة حتى نكون شهوداً للمسيح كما كان اباؤنا ونملّح هذه المنطقة.”
وتابع درويش ” اليوم نعيّد لقديسة من بلادنا، القديسة الشهيدة تقلا، تركت بلادها وتتلمذت على يد القديس بولس الرسول، تعمدت على يديه، تعلمت الكتاب المقدس على يديه، رسّخت فيها كلمة الله انطلاقاً من عظاته وتعاليمه، تبعته في سفراته، تعرّضت للمخاطر ولكنها ارادت ان تنعزل فأتت الى بلاد القلمون ومكثت في مغارة، تركت كل مغريات العالم، ومن هذه المنطقة انطلقت الى القرى المجاورة لتبشر بيسوع المسيح، والفرى المسيحية الموجودة في القلمون تعود بالفضل الى بشارة القديسة تقلا. نطلب منها اليوم ان تصلي معنا من اجل السلام في القلمون وخارجه، في هذه المنطقة، وهي وحدها تعرف كم عانى المسيحيون الأوائل في هذه المنطقة، يمكن ان تتشفع لدى عرش الله، لدى عرش النعمة بان ننعم بالسلام والأخوة في هذه المنطقة.
سمعنا في الإنجيل الرب يسوع يقول ” اسهروا لا تعلموا متى يأتي رب البيت “، علينا ان نسهر على ذاتنا وعلى ايماننا واخلاقنا وعلى علاقاتنا مع بعضنا البعض لتكون علاقات مرتبطة فعلاً بيسوع المسيح. ولكن كما تبعت القديسة تقلا بولس الرسول وتعلمت على يديه، نحن ايضاً مدعوون ان نكون تلاميذ بولس الرسول الذي فهم منذ اللقاء الأول مع الرب يسوع وهو على طريق دمشق، ان يسوع المصلوب هو الأساس، الصليب هو اساس الديانة المسيحية، وفهم ايضاً ان يسوع القائم من بين الأمواتهو كل حياتنانتنفس بواسطته ونعيش به.”
وختم عظته ” ادعوكم اليوم بمناسبة هذا العيد الى ان نعود الى بولس الرسول وتعاليمه، ونقرأ رسائله لكي نتعلم منه، هو الوحيد الذي يستطيع ان يرسخ ايماننا بالتعاليم ويركز دائماً على ان نفتخر بهذا الصليب الذي كان اداة الم وعذاب ولكن مع يسوع المسيح اصبح اداة فرح ورجاء وخلاص واداة قيامة.
مجدداً اعايد رهبان الدير، ومعايدتي للرهبانية الباسيلية المخلصية التي تهتم بهذه المنطقة منذ تأسيس هذا الدير وتريد ان تكون الخميرة للمسيحيين في هذه المنطقة.”
وبعد القداس انتقل الجميع الى حديقة الدير حيث تبادلوا التهاني بالعيد.