كما تجري العادة، قام البابا فرنسيس بمؤتمر صحافي في طريق عودته من فيلادلفيا إلى روما وهذه المرّة كان المؤتمر غنيًا جدًا بالأفكار حيث أجاب على الأسئلة الأساسية حول الكنيسة والسياسات الدولية. سننقل إليكم في أكثر من مقالة أبرز ما جاء في حديثه.
سئل البابا أولاً عن التجاوزات الجنسية التي يقترفها رجال الدين بحق القاصرين بالأخص بعد أن التقى البابا بضحايا الاعتداءات في سان شارل بوروميو، فأجاب: “لقد شعرت بالحاجة إلى أن أعبّر عن تعاطفي معهم لأنّ ما حصل معهم هو أمرٌ جد فظيع والعديد منهم عانى كثيرًا” مشيرًا إلى أنهم لم يعيشوا اضطرابًا على الصعيد النفسي فحسب بل إنهم ضحايا “تدنيس المقدسات”. وأضاف: “صحيح أنّ التجاوزات الجنسية هي موجودة في كل مكان، في العائلات والمدارس والأحياء والصالات الرياضية. إنما عندما يقوم أحد الكهنة بهذا الأمر فهذا أمر خطير لأنّ دعوة الكاهن تقضي بتشجيع هذا الصبي وهذه الفتاة ينموان بحبهما تجاه الله… إنما عوض ذلك قام هذا الكاهن “بتدنيس المقدسات” وخان دعوته ودعوة الله له. كما أنّ الأساقفة الذين ستروا تلك التجاوزات فهم أيضًا مسؤولون. فليس عليهم أن يقولوا للكاهن الذي اقترف هذا الفعل: “لا بأس إنّ الأمر ليس مهمًا…” لا! بل عليهم أن يقولوا ما اقترفته هو أمر شنيع وأتصوّر أنّك بكيت بكاءً مرًّا.
ثم أوضح الباب: “إن اقترف شخص أمرًا سيئًا، وهو مدرك بأنّ ما فعله هو سيء ولا يعتذر فأنا أسأل الله أن يهتمّ بالأمر. أنا أسامحه ولكنه لا يقبل غفراني، لقد رفض الغفران. أن نغفر هو أمر – ونحن مجبرون على المسامحة لأنه غُفر لنا – وأن نقبل الغفران هو أمر آخر. إن أغلق ذاته الكاهن عن الغفران فلن يقبله لأنه أوصد بابه أمام الله”.
ثم أخبر البابا عن امرأة أخبرته أثناء لقائه بضحايا الاعتداءات الجنسية في الولايات المتحدة بأنه عندما اكتشفت أمها أنّ ابنتها اعتُدي عليها جنسيًا، جدّفت على الله وفقدت إيمانها وتوفّيت ملحدة. فقال البابا: “أنا أتفهّم تلك المرأة وأنا واثق بأنّ الله استقبلها لأنّ من تم الاعتداء عليه هي فلذة كبدها. أنا أفهمها ولا أحاول أن أطلب منها أن تسامح بل أصلّي وأسأل الله لأنّ الله هو “بطل” في إيجاد الحلول.