ما فعله الأب الأقدس في الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع المنصرم تمثّل بوضع أساس أخلاقي وإيجاد سياق أخلاقي لكلّ المناقشات حول المواضيع التي ذكرها في كلماته، وقد تضمّنت احترام الحياة وأهمية العائلة والهجرة وتغيّر المناخ. وبحسب ما كتبه بيل تاكر في مقاله الذي نشره موقع forbes.com الإلكتروني، ليس مفاجئاً أن يتكلّم البابا فرنسيس عن تغيّر المناخ، بل الغريب أن يقول البعض إنّه صادق على مبادئهم التي يؤمنون بها، بقدر الغرابة التي جعلت البعض الآخر يشككون في سلطته للتطرّق إلى مواضيع مماثلة.
انطلاقاً من المبادىء التي تعلّمنا أنّ الإنسان هو سيّد الأرض وحاكمها، وأنّ الرب حمّلنا مسؤولية ما خلقه، كان الأب الأقدس يذكّرنا بهذه المسؤولية التي تتّخذ أشكال الواجبات الأخلاقية، والواجبات التي تتعلّق باستعمالنا أرضنا وكوكبنا، بدون أن يعني هذا تخلّينا عن الوقود الأحفوري وإغلاق المصانع وركن السيارات ثمّ المشي في الغابات، وبدون أن يعني هذا الاختلاف على الأولويات المتعلّقة بتلك الواجبات أو رؤية الجميع الواجبات تحت المجهر نفسه. فالفحم والغاز الطبيعي هما المصدران الأساسيان لتوليد الكهرباء، تليهما الطاقة النووية والمياه فالهواء. ومن هنا، يمكن القول إنّ تغييراً كبيراً يطرأ على عالم الطاقة وكيفية استخدامنا لها للتدفئة أو التبريد أو التنقّل والإضاءة، وقد حثّ البابا على تذكيرنا بواجباتنا، وليس الاختلاف!