“عسى الكنيسة ألاّ تتعلّق بالمال والسلطة إنما فليكمن فرحها وقوّتها في كلمة يسوع” هذا ما جاء اليوم على لسان البابا أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مستوحيًا عظته من القراءة الأولى التي قدّمتها الليتورجيا اللاتينية اليوم من سفر المكابيين وفيه نرى الشعب فرحًا بتدشين الهيكل الذي دنّسه الوثنيون فالشعب يتهلّل فرحًا لأنه استعاد هويته. في حين أنّ الإنجيل يتحدّث عن طرد يسوع للباعة في الهيكل: “مكتوب: سيكون بيتي بيت صلاة وأنتم جعلتموه مغارة لصوص!”
وقال البابا: “إنّ العالم يجهل معنى الفرح ولا يستطيع أن يحتفل به! إنّ الروح الدنيوية تحملنا إلى التسلية قليلاً والفوضى إنما الفرح الحقيقي يكمن في الأمانة للعهد!” وأضاف البابا: “إنّ روح العالم استحوذ على مكان عبادة الله الحي” معلّقًا على الإنجيل إنما هو يتمّ اليوم بشكل آخر. وقال: “إنّ الهيكل هو أيقونة الكنيسة إنما رؤساء الهيكل ورؤساء الكهنة والكتبة غيّروا الأمور قليلاً فدخلوا في انحطاط وفساد ودنّسوا الهيكل. الكنيسة ستتعرّض دائمًا لتجربة سيطرة روح العالم عليها وتجربة السلطة وهي ليست ما يتمناها يسوع. هو لم يقل: “أخرجوا وقوموا بهذه الأشياء خارج الهيكل بل قال لقد جعلتموه مغارة لصوص” وهنا تصبح نهاية الكنيسة وخيمة عندما تدخل في عملية الانحطاط والفساد.
ثم تابع البابا ليقول بإنّ تجربة الفساد نجدها في الكنيسة وذلك عندما نبدأ بالتعلّق بالمال والسلطة عوض التعلّق بالأمانة ليسوع، رب السلام والفرح. وهذا ما يحصل هنا في إنجيل اليوم كانوا متعلّقين بالمال ونسوا الروح فكان يبرّرون كل ما يقومون به ويظهرون بأنهم أبرار صالحين مبدّلين روح حرية الرب إلى القساوة”.
وأوضح البابا قائلاً: “يسوع لم يطرد من الهيكل الكهنة والكتبة بل الباعة الذين كانت تربطهم مصالح شخصية مع رؤساء الكهنة والكتبة، كانوا يستفيدون منهم متعلّقين بالمال والمصالح الشخصية”. ثم دعا البابا كل شخص لكي يجاهد من أجل أن تثبت كلمة يسوع فيه مصغين إلى كلمته غير باحثين عن رب سواه مذكرًا بأنه لا يمكن عبادة ربين الله والمال.
ثم ختم البابا: “نسأل الله أن يساعدنا اليوم لكي نصلي من أجل الكنيسة وأن نفكر بالعديد من الشهداء الذين ماتوا لأنهم أبوا أن يتبعوا روح العالم… يوجد في العالم الكثير من الشهداء أكثر من شهداء الكنيسة الأولى” سائلاً نعمة عدم الدخول في الانحطاط الذي يقودنا إلى التعلق بالمال والسلطة.