من أقدم الأساطير بشأن الزواج، نسمع مقولة “الزواج علاقة أخذ وعطاء”. لكن لا تصدّقوا هذا للحظة، لأنّ هذا المنطق قضى على العديد من الزيجات، إذ يمكن تطبيقه على خطوات الرقص أو الاتفاقات التجارية ونشاطات أخرى، لكن ليس على الزواج، كما جاء في مقال نشره موقع themarriagefoundation.org الإلكتروني.
إنّ الزواج مختلف، إذ لم يُصمّم يوماً لينجح كالعلاقات الأخرى. وعندما نفهم “الزواج” علميّاً، ندرك أنّه يجب أن يكون أحد الزوجين فقط مصمّماً على أن يكون الزواج سعيداً وصحيحاً، بدون أن يعني ذلك أن يصبح شخص واحد الظالم أو المظلوم! وهذا يؤدّي بنا إلى فهم مبادىء الزواج واستخدامها بفعالية، فيما تتطلّب كلّ العلاقات الأخرى تعاوناً آنيّاً ومستوى عالياً من الجهد الذي يبذله كلّ الأطراف، بما أنّها مبنيّة على ما نعطيه وما نأخذه بالمقابل. إلّا أنّ الزواج لا يتطلّب جهداً متساوياً من الطرفين، بل يحتاج إلى أن يؤدّي كلّ طرف ما هو مطلوب منه، بغضّ النظر عن جهود الشريك، بدون وضع حدود أو توقّع أشياء معيّنة. فتكون العلاقة عندها أشبه بشخصين يبنيان جسراً كلّ من ضفّة نهر. وحتّى لو كان أحدهما يبني الجسر، سيُبنى ذاك الجسر. ويكون على أحدهما أن يلتزم بمبادىء الزواج بهدف تحسين العلاقة.
من ناحية أخرى، على كلّ شريك أن يحنّ على الآخر، بما أنّ أحداً منّا ليس معصوماً عن الخطأ أو التبدّل في المزاج أو المرض. وكزوج أو زوجة، علينا تقبّل هذا كما علينا تأدية واجباتنا للتعبير عن حبّ بلا شروط بكلّ ما لدينا من جهد. ومجدداً، حتّى لو كان أحد الشريكين “يتفرّج”، فستُحدث الجهود التي يبذلها الآخر كلّ الفرق. فلا تستسلموا، وليؤدِّ كل واحد دوره بدون توقّع شيء بالمقابل فيتحسّن زواجكم وبالتالي حياتكم!