أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أريد اليوم أن أدلّكم على الرباط الوثيق المتواجد بين الرّحمة والرّسالة. كما كان يذكِّر القدّيس يوحنّا بولس الثّاني: “تحيا الكنيسة حياة حقيقيّة، عندما تعترف بالرّحمة وتنشرها وعندما تقود الناس إلى ينابيع الرّحمة”. كمسيحيّين لدينا مسؤوليّة أن نكون مرسلين للإنجيل. عندما ننال خبرًا جميلاً، أو عندما نعيش خبرة جميلة، من الطبيعيّ أن نشعر بضرورة مشاركتها مع الآخرين. هكذا يجب أن يكون الأمر أيضًا عند لقائنا بالربّ. لا بل فالعلامة الملموسة للقائنا الحقيقيّ بيسوع هي الفرح الذي نشعر به عندما ننقله أيضًا للآخرين. فاللقاء بيسوع يوازي اللقاء بمحبّته. هذه المحبّة تحوّلنا وتجعلنا قادرين على أن ننقل للآخرين القوّة التي تعطينا إيّاها. بشكل آخر يمكننا القول أنّه ومنذ يوم عمادنا يُعطى لكلّ منّا إسم جديد بالإضافة إلى الإسم الذي يعطيه الأب والأمّ وهذا الإسم هو “كريستوفورس” والذي يعني “حامل المسيح”. لأنّ كلّ مسيحيّ هو حامل للمسيح! أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، إنّ الرّحمة التي ننالها من الآب لا تُعطى لنا كتعزية خاصّة بل تجعلنا أدوات لكي يتمكّن آخرون أيضًا من نوال العطيّة عينها، لأنّ العيش من الرّحمة يجعلنا مرسلين للرّحمة.
* * *
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربيّة وخصوصًا بالقادمينَ من الشّرق الأوسط! كمسيحيّين لدينا مسؤوليّة أن نكون مرسلين للإنجيل وحاملين للمسيح! لذلك، لنأخذ على محمل الجدّ حقيقة كونِنا مسيحيّين ولنلتزم بالعيش كمؤمنين. ليبارككم الربّ!
(موقع الفاتيكان)