في مقابلة أجرتها معه صحيفة كورييريه ديلا سيرا الإيطالية تطرق مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دوميستورا إلى موضوع مباحثات السلام التي بدأت في جنيف برعاية من المنظمة الأممية وتوقفت مساء الأربعاء الماضي. ولفت إلى أن الجولة المقبلة من المفاوضات يجب أن تُعقد قبل الخامس والعشرين من الشهر الجاري، داعيا كل البلدان التي تتمتع بتأثير على صعيد الأزمة السورية إلى بذل ما في وسعها في الجولة المقبلة من المحادثات كي يُحقق تقدم بين الطرفين ويُبديا حسن النوايا. وأشار دوميستورا إلى أن هذا الموضوع سيُطرح على طاولة النقاشات الأسبوع المقبل خلال المؤتمر حول الأمن المزمع عقده في ميونيخ بألمانيا. هذا وحذّر المسؤول الأممي من خطر فشل المحادثات في جنيف لأن هذا الأمر سيؤدي إلى نهاية سورية.
فيما يتعلق بالمواقف الروسية بشأن الأزمة السورية قال دوميستورا إن الموقف الرسمي لموسكو يتمثل في مكافحة الإرهاب، كما أن القيادة الروسية تمكنت من إقناع نظام الرئيس بشار الأسد بضرورة الجلوس إلى طاولة المحادثات مع المعارضة، لكن المسؤول الأممي رأى في الوقت نفسه أن الاستمرار في العمليات العسكرية أمر لا يساعد الجهود الرامية إلى تحقيق السلام ولا يدفع قدما بالحوار السياسي. هذا وكانت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية قد أجرت حديثا مع السيد دوميستورا الذي أكد أن السلام يمكن تحقيقه عندما تقرر ذلك الأطراف التي تخوض الحرب. يُشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد توجه إلى جميع الأطراف التي شاركت في محادثات فينا بشأن الأزمة السورية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي مؤكدا أن المنظمة الأممية تريد التعامل مع من يريدون صنع السلام.
في سياق متصل اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جنس ستولتنبرغ أن القصف الروسي في سورية، والذي يستهدف بشكل رئيس جماعات المعارضة السورية، يُضعف الجهود الرامية إلى بلوغ حل سياسي للأزمة. جاءت تصريحات المسؤول الأطلسي في أعقاب وصوله إلى أمستردام للمشاركة في اجتماع يعقده وزراء الدفاع في الاتحاد الأوروبي. في غضون ذلك أعلن المتحدث بلسان البيت الأبيض جوش إيرزنست أن تنظيم داعش فقد آلاف المجاهدين في سورية والعراق، خلال الشهر الماضي وحده، مشيرا إلى أنه وفقا لمعلومات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بات التنظيم الإرهابي يعد ما بين تسعة عشر ألف وخمسة وعشرين ألف مقاتل حاليا، فيما كان هذا العدد يتراوح بين عشرين ألفا وواحد وثلاثين ألف وخمسمائة خلال شهر كانون الأول ديسمبر الماضي.
نبقى في الشأن السوري حيث انتقدت موسكو موقف المملكة العربية السعودية التي عبرت عن استعدادها لإرسال قوات برية للقتال في سورية. وتساءلت المتحدثة بلسان الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بشكل ساخر عما إذا كان السعوديون حققوا النصر في اليمن، في إشارة إلى العمليات العسكرية التي تقوم بها الرياض في إطار عملية “عاصفة الحزم” ضد المتمردين الحوثيين. وكان الإعلان السعودي قد جاء على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة أحمد العسيري الذي أكد أن بلاده شاركت في الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف ضد تنظيم داعش منذ أيلول سبتمبر 2014 مشيرا إلى أن الغارات الجوية وحدها ليست الحل الأمثل للقضاء على داعش. جاءت تصريحات العسيري بعد أن كشفت موسكو عن معلومات تفيد بأن تركيا تستعد للقيام بتدخل عسكري بري في سورية.
(إذاعة الفاتيكان)