بعد أن نشرنا القسم الأول من مقتطفات عن خطاب البابا الذي وجّهه إلى الأساقفة اليوم، نتابع مع القسم الثاني وفيه يسدي النصائح للأساقفة في المكسيك ويعطي رسالة إلى كل الأساقفة والكهنة والمؤمنين في العالم.
“قلّدوا، أنتم الأساقفة، حرية الله من خلال اختيار كل ما هو متواضع حتى يتّضح سر وجهه وانسجوا الإنسان الجديد الذي يحلم به بلدكم. لا تنقادوا لرغبة تغيير الشعب كما لو أنّ محبة الله عاجزة عن تغييره. تعلّموا أولاً ثم علّموا القواعد الضرورية للتحاور مع الله!”
“لتكن عيونكم الشاخصة دائمًا على المسيح وحده، القادرة على المساهمة في وحدة شعبكم وتعزيز المصالحة بين مختلف الفئات وضمّ المختلفين عن بعضهم بعضًا. إعملوا على إيجاد الحلول لكل المشاكل المحلية وتذكّروا المستوى العالي الذي يمكن أن تصل إليه المكسيك إن علمت كيف تنتمي إلى ذاتها قبل الانتماء إلى الآخرين. ساعدوا على إيجاد الحلول المشترَكة والدائمة لكل البؤس الذي يعيشه الشعب المكسيكي وأن تحفّزوا الأمة على عدم الاكتفاء بأقلّ ما يمكن أن تتمنّاه.
تحلّوا بنظرة متأنية وقريبة وغير نائمة
“أنا أرجوكم أن لا تقعوا في شلل إعطاء الأجوبة القديمة لأسئلة جديدة. إنّ ماضيكم هو مصدر غنى فاحفروا فيه حتى تستلهموا منه للحاضر وتضيئوا مستقبلكم منه. الويل لكم إن اكتفيتم بما لديكم! يجب أن لا تهملوا الإرث الذي أخذتموه من قبلكم فحافظوا عليه من خلال العمل الدؤوب. لقد جلستم على أكتاف العمالقة من أساقفة وكهنة ورهبان ومؤمنين علمانيين “حتى الرمق الأخير” الذين بذلوا حياتهم في سبيل أن تستطيع الكنيسة أن تحقق رسالتها. من هنا، عليكم أن تنظروا جيدًا إلى حقل الرب حتى تخطّطوا لنشر البذور وانتظار الحصاد”.
“أنا أدعوكم لكي تتعبوا من دون خوف في رسالة التبشير وتعميق الإيمان… إنّ زماننا يتطلّب منا انتباهًا رعويًا لكل الأشخاص والجماعات الذين يأملون بلقاء المسيح الحي. وحده الاهتداء الشجاع لجماعاتنا يمكنه أن يغذّي تلاميذ يسوع… تغلّبوا على التجارب التي تنأى برجال الدين عن الشعب والبرودة واللامبالاة والرضى عن النفس والمرجعية الذاتية. سيدة غوادالوبي تعلّمنا أنّ لله وجه مألوف وبأنّ القرب والعطف مفاعيلهما أكبر من القوّة”.