شارك وفد أردني مكون من الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، والمهندس مروان الفاعوري الأمين العام لمنتدى الوسطية العالمية، والدكتورة فاطمة عبد الحليم جعفر، رئيسة منتدى التنوع الثقافي الأردني، بمؤتمر الدوحة الثاني عشر لحوار الأديان، بعنوان: “الأمن الروحي والفكري في ضوء التعاليم الدينية”، إلى جانب عدد كبير من المدعوين والمشاركين، والذين برز منهم الكاردينال جان لويس توران، عميد المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، والمونسنيور خالد عكشة الاردني الجنسية، الذي يعمل مسؤولاً للعلاقات الإسلامية المسيحية في حاضرة الفاتيكان.
وألقى الأب رفعت بدر كلمة بعنوان: كيفية التصدي الحذر من مظاهر التشدد والغلو بجميع أنواعه، ومحاربته، وعزله عن المجتمع وبين الدور الكبير الذي يلعبه الاردن على صعيد الحوار والتقارب بين أتباع الأديان، وأصبح رائداً ليس على المستوى المحلي والعربي فحسب، وإنما كذلك على المستوى العالمي، وقال انه ” بالإضافة إلى أربع زيارات بابوية إلى بلادنا المقدّسة، نفتخر بانّ “الحوار” في الشرق الاوسط قد ابتدأ عندنا في مؤتمرات فكرية منذ ثمانينات القرن الماضي، وتمّ تأسيس مراكز حوارية لها اسهاماتها المحلية والعالمية مثل: مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، وهو سابقاً المجمع الإسلامي لبحوث الحضارة الإسلامية، والمعهد الملكي للدراسات الدينية، والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، ومركز التعايش الديني وغيرها”.
أمّا عن المبادرات الأردنية الراقية التي تم تبنيها على مستوى دولي، فقال الأب بدر أنها عديدة كذلك، مثل مؤتمر العرب المسيحيين للتصدي لإلصاق تهمة الارهاب بالإسلام والمسلمين 2002، ورسالة عمان 2004، ومبادرة كلمة سواء 2007، واسبوع الوئام بين الاديان 2010 ، بالإضافة إلى مؤتمر التحديات التي تواجه العرب المسيحيين 2013. وهنالك مشروع تحريم وتجريم ازدراء الأديان. وقد سبقتنا دولة الإمارات العربية إليه، ونأمل أن يتم تعميمه لدى جميع الدول العربية.
وقال الأب بدر : إنّ مرور خمسين سنة على صدور وثيقة ” في عصرنا” في الفاتيكان يجعلنا نأمل أن تصل المؤتمرات والحوارات إلى بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا وشوارعنا وأماكن عملنا. وأن يتم التأكيد على استخدام مصطلحات جديدة مرتكزة على المواطنة وقيم المساواة وليس التعامل من بوابة الأكثرية والأقلية.
وختم بقوله: ان استقبال الاردن للمهجرين من الموصل وسائر مدن وقرى العراق الشقيق العام الماضي، قد ضاعف من المسؤولية الاردنية والدور الاردني للتصدي لمحاولة تفريغ الشرق من مسيحييه، وانّ استقبال الاردن للاخوة العراقيين المسيحيين من قبل مختلف المؤسسات الدينية والمدنية، وبالأخص جمعية الكارتياس الخيرية، يشكل لبنة أساسية من احترام الأردنيين للمكونات الدينية ولحرية العبادة التي يكفلها الدستور.
وتحدثت الدكتورة فاطمة عبد الحليم جعفر، بورقة بعنوان: المسؤولية المجتمعية نحو الشباب، وقالت نتعرف اليوم على المؤسسات المجتمعية التاي تؤثر في الأمن الفكري لدى الشباب، في محتاولة لتغيير النظرة السلبية الى فئة الشباب والتي بدأت مع بداية القرن العشرين، حيث وصفتهم بأنهم يعانون من عدم التوازن النفسي مما يدفعهم للعدوانية في تفكيرهم وسلوكهم. كما ذكرت بالمسؤولية المجتمعية لبعض الجهات نحو الشباب في المجتمعات العربية، وهي الجهات التي تلعب دوراً هاما في تشكيل شخصيتهم، وبينت أهمية الأسرة والمدرسة والفكر الديني في التربية على احترام الاخر وتقبله واحترام رأيه، في ظل وجود التنوع الثقافي والديني داخل المجتمعات العربية .
أما المهندس الفاعوري، فترأس جلسة حوارية بعنوان: الدين وحدة انسانية مشتركة لللأمن الروحي والفكري، وبعنوان فرعي حول الوازع الديني منبع القيم الاخلاقية .
وعلى هامش المؤتمر الذي استمر ليومين، التقى الوفد الاردني المشارك في مؤتمر الدوحة الثاني عشر لحوار الاديان، بالسفير الاردني في الدوحة السيد زاهي الصمادي الذي رحب بالوفد وشارك بحفل الافتتاح الذي تم أمس.
© 2016 Microsoft Terms Privacy & cookies Developers English (United States)