التقى البابا فرنسيس يوم أمس بآلاف الشبيبة من المكسيك في استاد “خوسيه ماريا موريلوس إي بافون” في موريليا في ولاية ميتشواكان بينما اجتمع آخرون أيضًا ليواكبوا الحدث في في أبرشية غوادالاخارا في ساحة يوحنا بولس الثاني. وقد ألقى البابا كلمة للشباب ننقل إليكم أبرز ما جاء فيها: “عندما وصلتُ إلى هذه البلاد استقبلتموني أحرّ استقبال. شعرتُ بشيء تحسّسته لفترة طويلة: الحيوية والفرح والنشاط الذي يغمر الشعب المكسيكي. لا يمكنكم أن تعيشوا في الأمل أو أن تنظروا إلى المستقبل إن لم تستطيعوا أولاً أن تعوا قيمة أنفسكم وإن لم تشعروا أنّ حياتكم ويديكم وتاريخكم يستحقّ العمل من أجله”.
وذكّر بقول ألبيرتو، واحد من بين الشبّان الذي أدلى بشهادته أمام الجميع: “بيديّ وعقلي وقلبي يمكنني أن أبني الرجاء” فعلّق البابا: “إن لم أشعر بذلك فلن يدخل الرجاء إلى قلبي”. يولد الرجاء عندما تستطيع أن تختبر بأنّ كل شيء لم يُفقَد؛ ولكي يتحقق ذلك، من الضروري أن نبدأ “في المنزل”، أن تبدأ بنفسك. ليس كل شيء ضائعًا. لستُ ضائع”.
وتابع البابا ليقول: “أكبر تهديدات الرجاء هي تلك الكلمات التي تحطّ من تقديرك. إنّ التهديد الأكبر الذي يُحدق بالرجاء هو عندما تشعر بأنّ أحدًا يبالي بك أو تمّ التخلّي عنك. وهذه صعوبة الرجاء. عندما تشعر في كنف عائلة ما أو مجتمع ما أو مدرسة أو حتى مع أصدقائك بأنّ لا أحد يهتمّ لأمرك فهذا وجع مضنٍ. إنما يحدثّ أليس صحيحًا؟ نعم أم لا؟ يحدث!”
وتابع: “أما التهديد الآخر الذي يحدق بالرجاء هو عندما يشعر إنسان ما بأنه عليه أن يملك المال ليشتري كل شيء بما فيه محبة الآخرين. إنه أن تصدّق أنه عندما تملك سيارة كبيرة فستكون سعيدًا. هل صحيح أنك إن ملكت سيارة فخمة ستكون سعيدًا؟”
وأردف: “أنتم غنى المكسيك، أنتم غنى الكنيسة. واسمحوا لي أن أقول لكم بأني لا أجاملكم. أنا أفهم بأنه من الصعب أن تشعر بقيمتك عندما تتعرّض باستمرار لفقدان الأصدقاء أو الأقارب بين أيدي تجار المخدرات ومنظمات إجرامية تزرع الرعب. من الصعب أن نشعر بغنى الأمة عندما لا تتوفّر الفرص للعمل بكرامة”.
وواصل كلمته: “لقد سألتموني أن أعطيكم كلمة رجاء والكلمة الوحيدة التي أقولها لكم التي هي أساس كل شيء تكمن في يسوع المسيح. عندما تشعر بأنّ كل شيء أصبح ثقيلاً وتشعر بأنّ العالم ينهار من حولك، عانق الصليب، اقترب منه وأرجوك لا تفلت يده أبدًا. أرجوكم لا تتخلوا عنه أبدًا، حتى لو أنّه يدفعكم إلى الأمام من خلال جرّكم. وإن سقطت في مكان ما، فاسمحوا لأنفسكم لكي يرفعكم.
يغنّي متسلّقو الجبالأغنية جميلة جدًا التي أرغب أن أردّدها على مسامع الشبيبة. فبينما يقومون بالتسلق ينشدون: “في فن التسلق، لا يكمن الانتصار بعدم السقوط بل بعدم الاستمرار بحال السقوط” هذا هو الفنّ! ومن يستطيع أن يتمسك بيدكم حتى لا تقعوا أبدًا؟ يسوع المسيح. إنه الوحيد، يسوع المسيح الذي يرسل إليكم أحيانًا أخًا أو أختًا ليتحدث إليك ويساعدك. لا تهفي يدك عندما تقع. لا تقل: لا تنظر إليّ لأني متّسخ. لا تنظر إليّ فلا يمكنك أن تساعدني. افسح المجال لكي يأخذك الشخص الآخر بيدك وخذ بيده”.