تطرّق البابا في حديث أثناء العودة من المكسيك إلى روما عن موضوع الاعتداء الجنسي على الأطفال بعد أن سأله أحد الصحافيين: “إنّ موضوع الاعتداء الجنسي على القاصرين له جذور جد خطيرة ومؤذية في المكسيك كما تعلم. إنّ حالة الأب ماسيل تركت انطباعًا قويًا بالأخص على الضحايا. لا يزال الضحايا يشعرون باستمرار بأنهم غير محميين من الكنيسة. وأما العديد منهم فلا يزالون يتمسّكون بإيمانهم حتى إنّ البعض منهم لا يزال في سلك الكهنوت. أريد أن أسألك ما رأيك بهذا الموضوع؟ هل فكّرت يومًا بلقاء الضحايا؟ وفي حال تم اكتشاف الكاهن يعاني هذه الحالة، ماذا يحصل عندئذٍ؟ هل يتمّ نقله إلى رعية أخرى ليس إلاّ؟
فأجاب: “أودّ أن أبدأ أولاً بالسؤال الثاني. عندما يقرّر أسقف ما أن ينقل كاهنًا من رعية إلى رعية أخرى بالأخص في حالة الاعتداء الجنسي على القاصرين فهو أمر متهوّر وأفضل خطوة يمكن أن يقوم بها هي أن يقدّم المتّهم استقالته. هل هذا واضح؟ والآن بالعودة إلى قضية ماسيل، اسمحوا لي أن أكرّم شخصًا قاتل في لحظات عجز عن فرض نفسه إلى أن فرض نفسه أخيرًا وهو راتزينغر. يستحقّ الكاردينال راتزينغر أن نصفّق له. نعم، صفّقوا له. هو يملك كل الوثائق وهو عميد مجمع العقيدة والإيمان ويملك كل شيء بين أيديه. لقد أجرى كل التحقيقات وتابع وتابع وتابع إلى أن وصل ليهتمّ شخصيًا بهذه القضايا. وإن كنتم تتذكّرون قبل أيام قليلة من وفاة البابا يوحنا بولس الثاني وفي خلال رتبة درب الصليب يوم الجمعة العظيمة قال بإنه علينا أن نطهّر الكنيسة من هذه الآفات. بندكتس السادس عشر هو أوّل من فتح الباب”. وتابع البابا ليقول بأنه قرّر أن يعيّن أمين سر ثالث في مجمع عقيدة الإيمان ليهتم بشكل حصري بهذه القضايا.
وأما عن السؤال المطروح حول العائلة والمطلّقين الذين تزوّجوا مرة ثانية فأكّد البابا بأنّ الإرشاد الرسولي سيصدر قريبًا وسيتضمّن كل ما تداوله السينودس بهذا الشأن ويفصّل ضرورة الاستعداد من أجل الزواج وفهمه وتربية الأبناء الذين غالبًا ما يقعون ضحايا المشاكل العائلية. هذا ولم ينسَ البابا أن يتطرّق في مؤتمره الصحافي حول موضوع الصداقة بين الرجل والمرأة بالأخص بعد أن سُئل عن الصداقة التي كانت تربط المراسلة والفيلسوفة الأمريكية أنا تيمينيكا مع البابا يوحنا بولس الثاني مؤكّدًا بأنّه إن لم يعرف الرجل أن يبني صداقة مع امرأة فينقصه شيئًا وهي بالطبع مختلفة تمامًا عن علاقة الغرام التي تربط الرجل بامرأة غير زوجته…