WikiImages - CC0 - Pixabay

المسيحيون والحرب. السلام واللاعنف في التقليد المسيحي (2)

الغفران السلام يسير جنبًا إلى جنب مع الغفران. لا يمكننا أن نجد السلام من دون غفران حقيقي. يكتب يوحنا بولس الثاني: “لا سلام بلا عدالة، لا عدالة بلا غفران، ولا غفران بل محبة”. ولكن من أين تأتي قوة الغفران؟ من النظر إلى […]

Share this Entry

الغفران
السلام يسير جنبًا إلى جنب مع الغفران. لا يمكننا أن نجد السلام من دون غفران حقيقي. يكتب يوحنا بولس الثاني: “لا سلام بلا عدالة، لا عدالة بلا غفران، ولا غفران بل محبة”. ولكن من أين تأتي قوة الغفران؟ من النظر إلى المسيح المصلوب الذي غفر لي. يكتب القديس أغسطينوس: “ثبت عيونك على يسوع. انظر إلى المسيح، الذي وهبك كل الخيرات وحمل عنك الكثير من الشرور. من يريد أن ينتمي إلى ملكوته وأن يعيش دائمًا معه في الطوباوية، يحب حتى الأعداء، ويفعل الخير لمن يكرهه ويصلي لأجل من يضطهده”.
هذا ويحرر الغفران قلوبنا من قيود الحقد التي تخنقه. فمن يحقد قد يؤذي أحيانًا الشخص الذي حقد عليه، ولكنه بشكل أكيد يؤذي ذاته. لماذا؟ لأن الحاقد هو سجين حقده وكراهيته. “لهذا – يكتب يوحنا كاسيانوس – يجب أن يكون جهادنا ضد الأهواء الكامنة فينا. عندما نطرد من قلبنا بعون النعمة الأهواء، سنعيش بسلام وسهولة أكبر، ليس فقط مع البشر، بل أيضًا مع الحيوانات!”.
الغفران هو سور يحرس ثمار المحبة الكاملة، لأن من اختبر جمال المحبة والغفران، لا يعود أدراجه إذا يعرف ما ربح وما قد يخسر. يكتب القديس مكسيموس المعترف: “من حاز بغيرته على ثمار المحبة لا يبتعد عنها أبدًا حتى ولو اضطر لتحمل أشق العذابات”. لهذا يحثنا المعترف إلى الثبات في قوة الغفران ونعمته: “اسهر على ذاته، لكيما الشر الذي يفصلك عن أخيك لا يوجد فيك بدل أخيك، وسارع إلى المصالحة معه لكي لا تعصي وصية المحبة”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير