[أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، يشكّل الغنى والسلطة واقعَين بإمكانهما أن يكونا صالحَين ومفيدَين للخير العام إذا وُضِعا في خدمة الفقراء والجميع بعدالة ومحبّة. ولكن عندما يُعاشان كامتياز بأنانيّة وغرور، كما يحصل غالبًا، يتحوّلان إلى أدوات فساد وموت. وإذ يذكّرنا بهذه الأمور يقول لنا يسوع: “مَن أَرادَ أَن يكونَ كبيراً فيكُم، فَليَكُن لَكم خادِماً. ومَن أَرادَ أَن يكونَ الأَوَّلَ فيكُم، فَليَكُن لَكم عَبداً”. إذا فُقِد بُعد الخدمة، تتحوّل السلطة إلى تعجرف وتصبح تسلُّطًا واستعبادًا. هذا ما تقود إليه ممارسة سلطة بدون احترام الحياة وبدون عدالة ورحمة. وهذا ما يقود إليه التعطّش إلى السلطة: يصبح جشعًا يريد أن يمتلك كلّ شيء. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء الرّحمة هي الدّرب الرئيسيّة التي ينبغي إتّباعها؛ ويمكننا أن نعرف قوّتها عندما نتذكّر مجيء ابن الله الذي صار بشرًا ليدمّر الشرّ بواسطة مغفرته، ويقود الخطأة بقربه وحنانه إلى فسحة النّعمة والمغفرة.]
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربيّة، وخاصّةً بالقادمينَ من الشّرق الأوسط. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، تذكّروا دائمًا أنّ الرّحمة الإلهيّة أقوى من خطيئتنا وبإمكانها أن تشفي جراحنا وتغيّر تاريخنا. ليبارككُم الربّ!
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana