عيد الفصح هو عبور من الموت إلى الحياة

إنَّ عيد الفصح هو عيد الأعياد وموسم المواسم، وهو أهم الإعياد في المسيحية، لأن الرزنامة الكنسية تبدأ وتنتهي به، فهو مركز كل الإحتفالات ومحورها. وأصل الكلمة في اللغة بصخة أو فشخ، وتعني العبور والمرور من الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، […]

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

إنَّ عيد الفصح هو عيد الأعياد وموسم المواسم، وهو أهم الإعياد في المسيحية، لأن الرزنامة الكنسية تبدأ وتنتهي به، فهو مركز كل الإحتفالات ومحورها.
وأصل الكلمة في اللغة بصخة أو فشخ، وتعني العبور والمرور من الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، ومن حالة الخطئية والنقمة إلى حالة التوبة والنعمة. كما أنَّها تحمل معنًى أخر وهو الستر والحماية، وخير مثال على ذلك هو أنَّ الطيور المرفرفة تبسط جناحيها فوق صغارها بغرض حمايتها، أو الدجاجة التي تُخبئ فراخها تحت جناحيها لتحميهم من أي خطر وتُعبِّر لهم عن حبها، ونجد هذه الفكرة في إنجيل لوقا الذي يذكر: “يا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!” (لوقا 13: 34).
إنَّ الإنسان المؤمن الذي يكون تحت حماية الله تعالى يغلب كلّ قوى الشرّ التي تتبدّد من أمام وجهه كالدخان المُشتت أمام أقل ريح تعبر أمامه. في هذه المناسبة، نتذكّر أنّنا أبناء هذه الأرض التي وطئت ترابها أقدام السيد المسيح له المجد والرسل الأطهار، فهي تحتضن موقع المغطس في نهر الأردن وكنيسة المهد بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس الشريف، ويؤم هذه المواقع وغيرها حجّاج من كلّ أنحاء المعمورة. هذه الآيام العصيبة التي تمرّ بها منطقتنا في الشرق هي مثل زمن السيّد المسيح له المجد الذي سار على طريق الآلام والجلجلة. فنجدالكثير من المواطنين قد فقدوا بيوتهم وأموالهم وحياتهم، ولا يزالون يسيرون في طريق الآلام والغربة والتهجير. فكلّ مهجر ومتعب بحاجة للمسة شفاء وبصيص أمل يقوده من اليأس إلى شاطىء الأمان والرجاء.
وهرعيد الفصح هو القيامة الذي فيه الكلمة الأخيرة هي ليست لليأس والموت بل للرجاء والحياة، لأنّ الذي يتّكل على الله لا يخيب رجاءه ويكون في حماية الله العلي القدير.
وفي الختام ننتهز هذه المناسبة لكي ما نشكر الله تعالى على كل ما أنعم به علينا، وخاصة السلام الذي ننعم به في المملكة الأردنية الهاشمية بفضل القيادة الهاشمية، الحكيمة تحت ظلّ صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم. وكلّ عام وأنتم بالف خير

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الأب د. بسام شحاتيت

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير