الأب رودريغو ميرندا هو كاهن من تشيلي إنما عاش في سوريا بين جماعة المسيحيين المضطهدين عندما تعلّم كيف يمارس كهنوته بشكل مثمر. وقال في حديث أجرته معه الصحيفة اليومية الإسبانية ABC: “يوقظون فينا الأمور الأساسية والمهمّة في الحياة. إنّ شهادة المسيحيين المضطهدين في سوريا هي “عكس انحطاط عالمنا الذي نشهده في مجتمعاتنا”.
إنّ الأب ميرندا هو عضو في معهد الكلمة المتجسدة، عاش في حلب من آذار 2011 حتى أواخر عام 2014 عندما أُجبِر على مغادرة البلاد. توفّي مئات الآلاف من الناس في البلاد أثناء الحرب بينما تهجّر الملايين من بيوتهم بحسب ما ذكر موقع الأنباء الكاثوليكية.
وقد أثّرت الحرب على حضور الناس في الكنيسة في المناطق النائية. وأضاف الكاهن: “كان يشارك في عظلة نهاية الأسبوع من 250 شخصًا إلى 300 منهم أما اليوم فلا يشارك سوى 15 منهم. يلجأ الكثير منهم إلى الكنائس التي تقع في وسط المدينة لأنهم يشعرون بأنهم بأمان. بما أننا أقلية، بتنا نعرف بعضنا بعض ونعلم من تمّ قتلهم باسمهم وشهرتهم”.
بالرغم من أنّ الحرب غيّرت حياتهم إلاّ أنّ إيمان المسيحيين السوريين لا يزال ينمو باستمرار. وأوضح: “في كل السنوات التي أمضيتها في سوريا، لم أسمع يومًا شخصًا يتذمّر من الله إنما العكس تمامًا. كانوا يشكرون الله كل يوم. عندما يخبرونك عن أسوأ ما حدث لهم كانوا يختمون قصتهم بالقول “إنما نشكر الله لأننا ما زلنا أحياء ويمكننا أن نأتي إلى الكنيسة. إنّ للمسيحيين في الشرق الأوسط طباع مختلفة عن غيرهم. في كل مرة يسمعون قصفًا ما كانت الكنيسة تعجّ بالمؤمنين. لا أرى وجوهًا تعيسة إنما هذا لا يعني أنهم لا يتألّمون”.