أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
إني أحييكم بمحبة وأنا سعيد للقائي بكم، أنتم والعاملين في المؤسسات الخيرية هنا في جورجيا، الذين تعبّرون ببلاغة عن محبة القريب، بفضل اهتمامكم، الأمر الذي يميّز تلاميذ المسيح. أشكر الأب زوراب على الكلمة التي وجّهها إليّ باسمكم جميعًا. أنتم تمثّلون مختلف مراكز الأعمال الخيرية في البلد: المعاهد الدينية الرجالية والنسائية، كاريتاس، الجمعيات الكنسية وغيرها من المنظمات والجماعات الطوعية. أعبّر عن تقديري للجميع من أجل الالتزام السخي في خدمة المحتاجين.
إن عملكم هو مسيرة تعاون أخويّ بين مسيحيّي هذا البلد والمؤمنين من مختلف الطقوس. وهذا التلاقي تحت راية المحبّة الإنجيلية يشكّل شهادة للشركة ويعزّز مسيرة الوحدة. إني أشجعكم على المثابرة في هذا الطريق الصعب والمثمر: الفقراء والضعفاء هم “جسد المسيح” الذي يستدعي انتباه المسيحيين من مختلف الطوائف، ويحثّهم على العمل بعيدًا عن المصالح الشخصية، إنما متّبعين دفعة الروح القدس وحدها.
أحيّي بشكل خاص المسنّين، والمرضى، والمتألمين والأشخاص الذين ترعاهم المؤسسات الخيريّة على اختلافها. يفرحني أن أكون معكم قليلا وأن أشجّعكم: الله لا يتخلّى عنكم أبدا، إنه قريبٌ دومًا منكم، ومستعد للإصغاء إليكم، ولإعطائكم القوة في الأوقات الصعبة. أنتم أحبّاء يسوع، الذي أراد أن يتضامن مع الأشخاص المتألمين، فعانى الأوجاع هو نفسه في آلامه.
إن المبادرات الخيرية هي الثمرة الناضجة لكنيسة تخدم، وتهب الرجاء، وتظهر رحمة الله. لذا أيها الإخوة والأخوات، فإن رسالتكم عظيمة! استمروا في عيش المحبة في الكنيسة وإظهارها في المجتمع بأسره بحماس المحبة التي تنبع من الله. ولتهديكم وتحميكم العذراء مريم، أيقونة المحبة المجانية. ولتعضدكم أيضًا بركة الرب التي التمسها وديًّا لكم جميعًا.
***********
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2016