لا بدّ لكلّ مؤمن ملتزم أن يختبر في أحد الأيّام – لاسيّما في أوقات المصاعب أو اليأس – جفافاً روحياً، تراوده خلاله كلّ أنواع الشكوك ويشعر أنّ الله بعيد عنه، ويرى أنّ الصلاة مستحيلة. ومهما كانت فترة هذا الجفاف الروحي، سواء طالت أو كانت وجيزة، لا شكّ بأنّها قد تكون مؤلمة أو مربكة. لذا، سنعرض عليكم نصائح (ضمن مقالين متلاحقين) أوردتها روث بايكر في مقال أعدّته ونشره موقع catholic-link.org الإلكتروني.
وعلى أمل أن تساعدكم هذه النصائح على تجاوز تلك الفترة الصعبة، لا تنسوا أنّكم لستم لوحدكم، فهناك كثر مثلكم يختبرونها!
لا تجزعوا
للأشخاص بمختلف طباعهم ردّات فعل تختلف عن بعضها البعض خلال فترات الجفاف الروحيّ. فهناك من يغرقون بفتور ولامبالاة، ولا يفعلون شيئاً حيال الأمر، فيما القسم الآخر يبالغ في ردّة فعله ويبدأ بإضافة صلوات إلى ما “يكافحون” أصلاً في تلاوته.
إلّا أنّ الجفاف الروحي قد يختلف في قوّته أيضاً. وفيما تكون معاناة البعض عميقة، يكون آخرون يختبرون ما يُعرف بإنضاج الإيمان.
لكنّ الأهمّ يقضي بعدم الجزع وبعدم اللجوء إلى النقيضين. لا تتخلّوا كلياً عن عاداتكم الروحيّة، ولا تحاولوا أن تضاعفوا الجهود لمحاولة “حلّ المشكلة”. عاينوا الوضع وتصرّفوا بحكمة، ولا تيأسوا.
عودوا إلى ما هو أساسي
غالباً ما تكون الصلاة هي هدف الاعتداء خلال فترات الجفاف الروحيّ. لعلّ طريقة صلاتكم الحاليّة هي التي تعيق صلاتكم، أو لعلّكم قرأتم شيئاً جعلكم تتقلقلون، أو لعلّكم ببساطة تشعرون بالإرهاق جرّاء كمية الأمور التي تظنّون أنّه عليكم إنجازها.
عودوا إلى ما هو أساسي، وافعلوا ما يمكنكم فعله الآن، وبالطريقة التي يمكنكم فعلها، حتّى لو ظننتم أنّها ليست مناسبة. لا تتشبّثوا بالمستوى العالي الذي قد تكون صلواتكم بلغته في إحدى الفترات. اقرأوا كلمات المسيح في الإنجيل، صلّوا بيتاً من المسبحة كلّ يوم، أو التزموا بصلاة الصباح والمساء. فالأمر يتعلّق بالنوعيّة وليس بالكمية.
أمّا إن شعرتم بأنّكم تعجزون عن التفوّه بالكلمات المناسبة لأوقات الصلاة، فاجلسوا بصمت واتلوا “الأبانا” ببطء، طالبين إلى الروح القدس أن يصلّي فيكم. إنّ الله صبور للغاية، وسيعمل فيكم بطرق تجهلونها؛ لا تخشوا أن تعودوا أطفالاً!
- يتبع –