هل تذكرون يوم تأثّر البابا فرنسيس بشهادة كاهن ألباني بينما كان يخبر عن معاناته في ظلّ الحكم الشيوعي؟ ها هو اليوم البابا فرنسيس يعيّنه إلى جانب 16 أسقفًا وكاهنًا في مجلس الكرادلة ليمارسوا خدمتهم ابتداءًا من 19 تشرين الثاني. إنه الأب إرنست تروشاني سيموني البالغ من العمر 86 عامًا وهو واحد من بين الناجين من الاضطهاد الشيوعي على ألبانيا، تشارك شهادة حياته مع البابا فرنسيس عام 2014 عندما كان البابا في تيرانيا ألبانيا. كان واضحًا جليًا مدى تأثّر البابا بالشهادة التي أدلى بها الأب سيموني وعانقه طويلاً وعيناه مغرورقتان بالدموع.
كان الأب سيموني إكليريكيًا في كانون الأول 1944 عندما تسلّم الحزب الشيوعي الملحد السلطة. بحث النظام عن إلغاء الإيمان والكهنة من خلال “اعتقال الكهنة وتعذيبهم وقتلهم إلى جانب العلمانيين لمدة سبع سنوات على التوالي وكان يصرخ بعضهم قبل أن يُطلق النار عليهم “ليعش المسيح الملك”.
عام 1948، قتل الشيوعيون الرؤساء الفرنسيسكان للأب سيموني ولكن ذلك لم يمنعه من متابعة دروسه في الخفاء ليصبح كاهنًا فيما بعد. وبعد مضي أربعة أعوام، جمع القادة الشيوعيون الكهنة الناجين وعرضوا عليهم إطلاق أسرهم إن قبلوا أن يبعدوا أنفسهم عن البابا والفاتيكان إنما الأب سيموني وإخوته الكهنة رفضوا ذلك. في 14 كانون الأول 1963 وفيما كان يحتفل بقداس عيد الميلاد اعتُقل واحتُجز وقيل له بإنه سيُشنَق باعتباره عدوّ لأنه يقول للناس: “سنموت من أجل المسيح إن كلّفنا الأمر ذلك”.
لقد عانى عذابًا كبيرًا إنما قال “الرب يريدني أن أبقى حيًا”. شاءت العناية الإلهية أن لا يموت في الحال فقد حُكم عليه 28 عامًا بالأشغال الشاقة وهو لم يتوانَ يومًا عن الاحتفال بالقداس سرًا والإصغاء الى الاعترافات… أُطلق سراح الأب سيموني عندما سقط النظام الشيوعي واعتُرف بحرية ممارسة الأديان.