Messe-à-Sainte-Marthe-©-Photo.va-LOsservatore-Romano

البابا: القلب الكبير لا يتقلّص في الحقارات

خلال عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

بهدف بناء السلام، دعا البابا فرنسيس، ضمن عظته التي ألقاها خلال القداس الصباحي من دار القديسة مارتا، إلى التحلّي بقلب كبير واسع، لا يتقلّص في الحقارات. وأشار البابا إلى أنّ القلب الواسع يتّسع للجميع.

وبناء على ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، تأمّل البابا في جملة “السلام معكم” التي قالها يسوع، وهي تحيّة “تخلق صلة سلام”. من هنا، أشار الحبر الأعظم إلى وجوب التحلّي بقلب مفتوح ومقرون بروح السلام، لنتمكّن من إلقاء التحيّة على بعضنا البعض.

ثمّ أضاف الحبر الأعظم أنّه بوجه “روح الشرّ” التي تزرع الحروب والغيرة والحسد والنزاعات، قاضية بذلك على السلام، إنّ المسيحيّ مدعوّ للعمل لأجل الوحدة في العالم. لكن بمَ يُختصر تصرّف المسيحي، بحسب ما يوصي به القديس بولس؟ الاتضاع، والعذوبة والصبر.

أمّا في شرح كلّ صفة من الصفات، فقد علّق البابا قائلاً: “لا يمكن أن نعطي السلام بدون اتّضاع، فحيث هناك تكبّر، نجد دائماً الحرب والرغبة في التغلّب على الآخر. بدون اتّضاع، لا سلام، وبدون السلام لا اتّضاع”.

وتابع البابا قائلاً إنّ العذوبة عنصر مهمّ أيضاً، بما أنّ كثراً نسوا القدرة على التكلّم بعذوبة: “إنّ طريقة التكلّم في أيّامنا هذه، تقضي بالصراخ أو بالكلام بالسوء عن الآخرين… لا وجود للعذوبة. إلّا أنّ العكس واجب، فكما كان القديس بولس يقول، على المسيحيين أن يحتملوا بعضهم بعضاً، حتّى في الأشياء التي لا تعجبهم”.

أمّا الصبر الذي يُترجم أحياناً “سموّ النفس”، فهو يستلزم التحلّي بقلب كبير يتّسع للجميع ولا يدين، ولا يتقلّص وينزل إلى مستوى الحقارات.

ثمّ ختم البابا مشيراً إلى أنّ هذه التصرّفات الثلاثة هي الطريقة اللائقة الوحيدة للإجابة عن لغز الكنيسة أي جسم المسيح: “هناك جسم واحد وروح واحد، وهناك سيّد واحد وإيمان واحد ومعموديّة واحدة، وإله واحد وأب للكلّ فوق الجميع وبواسطة الجميع وفي الجميع. إنّ صلة السلام تكبر مع الاتّضاع ومع العذوبة، عبر تحمّل بعضنا البعض وعبر الصبر. فهذه التصرّفات هي التي تحضّر خلق الوحدة عبر الروح القدس”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير