كيف يمكن للمرء أن يكتب عن الشيطان بدون أن يبدو مجنوناً؟ يتمحور الجواب حول الصراحة بشأن إيمان المرء والحقائق العظيمة التي تنبعث منه، خاصّة بالنسبة إلى من ينكرون وجود الشيطان ويهزأون ممّن يخالفونهم الرأي.
فبناء على مقال من إعداد فرانسيس فيليبس نشره موقع catholicherald.co.uk الإلكتروني، إن تذكّرنا الأب غابرييل أمورت الذي توفّي مؤخّراً، نرى أنّ المقسّم المشهور أسدى إلى قرّائه وإلى كنيسته خدمة، عندما ذكّرهم بأنّ الشرّ حقيقيّ وهو شخصيّ. “ليس الشرّ انعكاساً لناحية المرء السلبيّة… فعندما نختبر حقيقة هذا الوجود الذي يتجرّد من الأبّهة التي تحيطه بها الثقافة الشعبيّة، نجده مريعاً ومخيفاً”.
في السياق عينه، يشير الأب أمورت في كتابه “مقسّم يفسّر الشيطان” إلى أنّ هناك ثلاثة مبادىء أساسيّة بالنسبة إلى من يعبدون الشيطان: “يمكن للمرء أن يفعل ما يريده، لا يحقّ لأحد أن يأمره، وكلّ إنسان إله نفسه”. لكن ألم نلتقِ جميعاً أشخاصاً مماثلين لا يقولون إنّهم يعبدون الشيطان، بل إنّ هذه فلسفتهم في الحياة؟؟
من ناحية أخرى، يقول الأب أمورت لمن لا يؤمنون بوجود الشيطان إنّه موجود في بعض أشكال الموسيقى وفي جلسات تحضير الأرواح ومخاطبة الموتى، حيث يتخلّى المرء عن نفسه وينغمس في القوى الخفيّة، وإلى ما هنالك من شرور “من صنع الإنسان” الذي اعتقد نفسه جبّاراً!
ونختم مع قول أحد الآباء: “إنّ الشيطان وملائكته حقيقيّون وموجودون. لا شيء “ظريف” بشأنهم، فهم يكرهون الله ويكرهون أنفسهم ويكرهونكم”!
إنّ الشيطان يحبّ أن يعتبره الناس غير موجود أو أنّه من معتقدات القرون الوسطى… لكن لا تنسوا أنّ الحياة تعني خلاص النفس أو إدانتها… فأحسِنوا الخيار!