أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاءُ، تصرُّف بحّارة السّفينة إبّان هبوب العاصفة القويّة، شأن تصرّف سكّان نينوى لاحقاً، يسمح لنا اليوم بالتّفكير قليلاً بالرّجاء الذي يُعبَّر عنه في الصّلاة إزاء الخطر والموت. إنّ ردّة فعل هؤلاء “الوثنيّين” هي ردّة الفعل الصحيحة أمام الموت؛ لأنّه في تلك اللحظة يختبر الإنسان بالكامل هشاشته وحاجته إلى الخلاص. والذّعر الفطريّ من الموت يكشف عن ضرورة وضع الرّجاء في إله الحياة. إنّ الموت الوشيك حمل هؤلاء الرّجال الوثنيّين على الصّلاة، وجعل النبيّ يونان، وعلى الرّغم من كلّ شيء، يعيش دعوته الخاصّة خدمةً للآخرين قابلاً أن يُضحّي بنفسه من أجلهم، والآن ها هو يقود الناجين إلى الإعتراف بالربّ الحقيقيّ وإلى التّسبيح. بعدها وإزاء إمكانيّة أن يهلكوا، صلّى سكان نينوى يدفعهم الرّجاء في الحصول على مغفرة الله. سيقومون بأعمال التّوبة، سيستدعون الربّ ويرتدّون إليه، بدءاً من الملك، الذي أعطى صوتاً للرّجاء، كما فعل قبطان السّفينة، وقال: “لَعَلَّ اللهَ يَرجِعُ ويَندَمُ … فلا نَهلِك” (يونان ۳، ٩). هكذا، في ظلّ الرّحمة الإلهيّة، وفي ضوء السرّ الفصحيّ، يمكن للموت أن يصير “شقيقنا الموت”، كما كان بالنّسبة للقدّيس فرنسيس الأسيزيّ، ويمثّل بالنّسبة لكلّ إنسان ولكلّ واحد منّا، فرصةً مذهلةً، فرصة التّعرّف على الرّجاء ولقاء الربّ.
* * *
Santo Padre: Rivolgo un cordiale benvenuto ai pellegrini di lingua araba, in particolare a quelli provenienti dal Medio Oriente! Cari fratelli e sorelle, la preghiera è la chiave che apre il cuore misericordioso di Dio. È la più grande forza della Chiesa, che non dobbiamo mai lasciare. Siate “perseveranti e concordi nella preghiera” come la Madonna e gli Apostoli! Il Signore vi benedica!
* * *
Speaker:
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ بالّلغةِ العربيّة، وخاصّةً بالقادمينَ من الشّرقِ الأوسط. أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاءُ، الصّلاة هي المفتاح الذي يفتح قلب الله الرحيم. إنّها قوّة الكنيسة العظمى التي يجب علينا ألاّ نتخلى عنها أبداً. كونوا “مواظبين بنفس واحدة على الصّلاة” مثل السيّدة العذراء والرّسل! ليبارككُم الربُّ!
* * *
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana