“نعم، أنت حارس لأخيك”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس في عظته التي ألقاها صباح اليوم من دار القديسة مارتا، داعياً إلى وضع حدّ لمشاعر الغيرة أو الحسد “منذ البداية”، ومحذّراً أنّ الجريمة هي عمليّة تبدأ صغيرة.
وخلال تأمّله بالقراءة الأولى بحسب الليتورجيا اللاتينية، والمتمحورة حول الأخوّة “المدمّرة” بين قايين وهابيل، قال الأب الأقدس إنّ القصّة بدأت بالقليل من الغيرة، بحسب ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت. فقايين الذي غار من هابيل فضّل الغريزة، وجعل هذا الشعور ينمو في داخله. “إنّ الجريمة جاثية خلف هذا الشعور. وهكذا، تكبر العداوات بيننا، بعد أن تكون قد ابتدأت من غيرة صغيرة… أمّا الغيور فيصبح مهووساً إلى درجة التفكير: سأبتعد عن أخي، ليس أخي، إنّه عدوّ ويجب أن أن أقضي عليه”. من هنا، أضاف البابا، تكبر العداوات لتمتدّ إلى العائلات والشعوب، لأنّ كلّ إنسان فكّر في نفسه فقط.
الجريمة تبدأ صغيرة
وحذّر الأب الأقدس في عظته من المشاعر السيّئة: “إن كان أحد يكنّ لأخيه مشاعر سيّئة، يكون قد قتله. إن أهانه، يكون قد قتله في قلبه”. وأشار إلى أنّه يجب وضع حدّ للجريمة التي تبدأ صغيرة، وذلك منذ الشعور الأوّل بالمرارة، لأنّ المرارة ليست مسيحية، على عكس الألم. كما ولفت الحبر الأعظم إلى أنّ العداوات متفشّية في الأديرة، وحتّى في المعاهد الإكليريكية، وصولاً إلى تدمير الأخوّة.
الدم مُراق بسبب غيرتي
كما وشدّد الحبر الأعظم على مسؤوليّة كلّ شخص حيال من يتلقّون الضربات أو من يتمّ طردهم، قائلاً إنّ دمهم يصرخ نحو الله. “إلّا أنّ كلّ شيء مرتبط ببعضه البعض، ولعلّ هذا الدم يتّصل بنقطة دم صغيرة أرقتُها بسبب حسدي وغيرتي لمّا دمّرت أخوّة ما”.
ثمّ شجب أسقف روما تصرّف “عظماء الأرض” الذين يقولون: “أرغب في هذه الأرض… إن قتلت القنبلة 200 ولد فهذه ليست غلطتي بل غلطة القنبلة، فأنا لا يهمّني إلّا الأرض…”
وزاد هذا الإيضاح قائلاً: “كلّ شيء يؤدّي بنا إلى القول: هذا ليس أخي… لينتهي الأمر بحرب تقتل، فيما نكون نحن قد قتلنا أخانا منذ البداية!”
وأمام سؤال “أين أخوك؟” دعا البابا إلى التفكير في من يُعامَلون في العالم على أنّهم أشياء وليس إخوة، لأنّ الأرض أهمّ من الأخوّة!