Abouna Yaacoub - Wikimedia

"إنّ سعادة الإنسان ليست في المال الذي يملكه بل في الخير الّذي يصنعه"

من أقوال أبونا يعقوب الكبوشي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

هي كلمات تختصر حياة “أبونا يعقوب”. هو الّذي كان يؤمن ويعتقد أنّ لا رائحة عطرة للبخور إلّا بوضعه على النّار…هو من تذوّق نيران الألم، فأحرق في نفسه كلّ لذّة، لتبدو سمات القداسة نيّرة على محيّاه الملتمع عفّةً وطهرًا..

  انضمّ إلى الرّهبنة الكبّوشيّة وفي نفسه إعجاب بفقر القدّيس فرنسيس.

    أحبّ الفقر حتّى التّعبّد وسمّى المال شيطانًا. لم يدّخر المال بل وظّفّه لعمل الخير وتمجيد اسم الله. كان يؤمن أنّه بالفقر نغتني، لأنّنا نمتلك المسيح الكنز الحقيقيّ. أوصى بعدم الانقياد إلى شهوة الرّبح والغرق في ضبابيّة المظاهر الخادعة، والقلق الفارغ على أمور الأرض الفانية، ودعا إلى التماس الغنى الحقيقي في تجرّد الإنسان المسيحي الذي يشتاق دومًا إلى التّحلّي بالنِّعم الإلهيّة…

عاش أبونا يعقوب إماتات بلغت حدّ البطولة. عاش الصّوم بصبر وشجاعة…حيث كان يشعر أنّ المسيح يبثّ في نفسه القوّة والأمل …مارس التّقشّف بفرحٍ عظيم وأحبّ أن يموت ميتة فقراء، إذ طلب أن يمدّد جسده على الأرض لحظة مماته…

     لم يعرف الحزن يومًا، حمل صليبه حتّى النّهاية، سعى أن يتعرّى من كلّ مباهج الحياة، جاعلًا المسيح العريان على الصّليب مثاله. تبرّج بابتسامة لوّنت تجاعيد التّعب والجوع والألم بألوان الجمال والقداسة، وهذه هي أكبر عطيّة من الرّبّ: شجاعة قبول الألم بابتسامة.

أراد أبونا يعقوب أن يحمل إلى يسوع البهجة والسّرور، فلطالما كان يبدو له أنّ يسوع يقترب منه مع كلّ لحظة ألم، وحرمان، وتضحية، ليجتذبه إلى مقرّ المجد، وليصنع الخير على الأرض.

ترفّع أبونا يعقوب، عن حبّ الذّات، فقنديل طريقه التّضحية والعطاء. هو الذي قدّم لحظاته النّازفة تعبًا، شراكة فرح مع يسوع المتألّم،  فبالألم والمعاناة، تطهّر النّفوس فتصبح خفيفة وقابلة للسموّ نحو وجه الإله….

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير