“نعم للإيمان بيسوع وعيش الحياة كما هي مع التقدّم بفرح وبدون تذمّر، وبدون أن نكون مقعدين جرّاء خطيئة الملل الروحي”. هذا ما قاله البابا فرنسيس خلال عظته التي ألقاها صباحاً من دار القديسة مارتا.
وخلال تأمّله بإنجيل المُقعد الذي شفاه يسوع، بحسب ما أورده موقع راديو الفاتيكان بقسمه الفرنسي، أشار الحبر الأعظم إلى أهمية سؤال يسوع للمقعد: “أتريد أن تبرأ؟”
“هذا جميل، فيسوع يسألنا دائماً: أتريد أن تبرأ؟ أتريد أن تكون مسروراً؟ أتريد أن تحسّن حياتك؟ أتريد أن تمتلىء من الروح القدس؟”
وأضاف البابا إلى أنّ هذا المقعد كان أشبه بالشجرة المزروعة على ضفاف نهر، غير أنّ جذورها جافّة لأنّها لا تصل إلى المياه؛ كما كان المقعد يعجز عن الاقتراب من النعمة. تجدر الإشارة هنا إلى أنّه كان يُقال إنّ ملاكاً ينزل ويحرّك مياه البركة التي كان يجلس حولها المرضى والعميان والمخلّعين. وأوّل من كانوا يخرجون من المياه هم من نالوا الشفاء. ومن هنا، خلص الأب الأقدس إلى القول إنّ الرجل لم يكن مريضاً جرّاء الشلل بل جرّاء الملل في روحه، خاصّة وأنّه أجاب يسوع: “ليس لديّ أحد ليُنزلني إلى البركة عندما تتحرّك المياه؛ وعندما أكون على وشك النزول فيها يسبقني آخر”.
وحذّر الأب الأقدس من هذا الملل الذي هو أسوأ من الفتور، لأنّه يعني العيش بدون التمتّع بإرادة للتقدّم أو لفعل أيّ شيء، مع فقدان ذاكرة الفرح. “هذا الرجل كان قد فقد الفرح، حتّى أنّه نسي اسمه، وهنا تكمن الخطيئة، لا بل المرض السيّىء: “أنا بخير هكذا، لقد اعتدت على الأمر… لكنّ الحياة كانت ظالمة حيالي”؛ وهنا أيضاً نرى المرارة”. أمّا يسوع فلم يحكم على هذا الرجل بل قال له “قم احمل سريرك وامشِ”.
وتابع البابا قائلاً: “شُفي المقعد الذي لم يشكر يسوع حتّى، بل نهض مع ملله الذي يُبقي المرء على قيد الحياة لأنّ الأكسجين مجاني، ولأنّنا نعيش دائماً فيما ننظر إلى الآخرين الذين هم أكثر سروراً منّا، فيما نحن نعيش في حزن”.
كما وأكمل الأب الأقدس شرحه قائلاً إنّ الملل خطيئة تشلّ ولا تدع المرء يكمل طريقه وأضاف: “واليوم، يسوع ينظر إلى كلّ واحد منّا كما إلى خطايانا ويقول لنا: انهض. انهض وخذ حياتك بين يديك سواء كانت جيّدة أو سيّئة وتقدّم. لا تخف واحمل سريرك حتّى لو كان قبيحاً لكن تقدّم. إنّها حياتك وهذا فرحك. أتريد أن تبرأ؟ إذاً انهض”.
وختم الأب الأقدس العظة قائلاً: “نعم، نريد أن نبرأ، فساعدنا يا يسوع لننهض فنعرف كيف يكون فرح الخلاص”.